صفحة جزء
6920 باب الحجة على من قال : إن أحكام النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت ظاهرة ، وما كان يغيب بعضهم عن مشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمور الإسلام .


أي : هذا باب في بيان الحجة إلى آخره ، عقد هذا الباب لبيان أن كثيرا من أكابر الصحابة كان يغيب عن مشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ويفوت عنهم ما يقوله - صلى الله عليه وسلم - أو يفعله من الأفعال التكليفية ، فيستمرون على ما كانوا اطلعوا عليه ، إما على المنسوخ لعدم اطلاعهم على الناسخ ، وإما على البراءة الأصلية ، ثم أخذ بعضهم من بعض مما رواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا الصديق - رضي الله تعالى عنه - على جلالة قدره لم يعلم النص في الجدة ، حتى أخبره محمد بن مسلمة والمغيرة بالنص فيها ، وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - رجع إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله تعالى عنه - في الاستئذان ، وهو حديث الباب ، وأمثال هذا كثيرة ، ويرد بهذا الباب على الرافضة وقوم من الخوارج زعموا أن أحكامه - صلى الله عليه وسلم - وسنته منقولة عنه نقل تواتر ، وأنه لا يجوز العمل بما لم ينقل متواترا ، وهو مردود بما صح أن الصحابة كان يأخذ بعضهم من بعض ويرجع بعضهم إلى رواية غيره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانعقد الإجماع على القول بالعمل بأخبار الآحاد .

قوله : " كانت ظاهرة " أي : للناس لا تخفى إلا على النادر . قوله : " وما كان يغيب " عطف على مقول القول ، وكلمة ما نافية أو عطف على الحجة ، فما موصولة . قوله : " عن [ ص: 68 ] مشاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقع في رواية النسفي مشاهدة ، ويروى : عن مشهد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإفراد ، ووقع في مستخرج أبي نعيم : وما كان يفيد بعضهم بعضا بالفاء والدال من الإفادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية