صفحة جزء
6923 124 - حدثنا إسماعيل ، حدثني مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الخيل لثلاثة ، لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال في مرج أو روضة ، فما أصابت في طيلها ذلك المرج أو الروضة كان له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له ، وهي لذلك الرجل أجر ، ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها ، فهي له ستر ، ورجل ربطها فخرا ورياء فهي على ذلك وزر ، وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر قال : ما أنزل الله علي فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره


[ ص: 71 ] مطابقته للترجمة من حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بين أمور الخيل وسئل عن الحمر عرف حكم الحمر بالدليل ، وهو قوله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة الآية ، وقد ذكرناه الآن .

وإسماعيل هو ابن أبي أويس ، وأبو صالح ذكوان الزيات السمان .

والحديث قد مضى في الشرب عن عبد الله بن يوسف ، وفي الجهاد ، وفي علامات النبوة عن القعنبي ، وفي التفسير عن إسماعيل ، وعن يحيى بن سليمان ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " وزر " هو الاسم . قوله : " فأطال " مفعوله محذوف ، أي : أطال لها الذي يشد به . قوله : " في مرج " هو الموضع الذي ترعى فيه الدواب . قوله : " أو روضة " شك من الراوي . قوله : " في طيلها " بكسر الطاء وفتح الياء آخر الحروف ، وهو الحبل الطويل الذي تشد به الدابة عند الرعي . قوله : " فاستنت " من الاستنان ، وهو العدو . قوله : " شرفا " بفتحتين ، وهو الشوط . قوله : " يسقي به " أي : يسقيه ، والياء زائدة ، ويروى : تسقى بلفظ المجهول . قوله : " تغنيا " قال ابن نافع : أي : يستغني بها عما في أيدي الناس ، وانتصابها على التعليل . قوله : " وتعففا " أي : يتعفف بها عن الافتقار إليهم بما يعمل عليها ويكسبه على ظهرها . قوله : " في رقابها " فيه دليل على أن فيها الزكاة ، واعتمد عليه الحنفية في إيجاب الزكاة في الخيل ، والخصم فسره بقوله : لا ينسى التصدق ببعض كسبه عليها لله تعالى . قوله : " وسئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " قيل : يمكن أن يكون السائل هو صعصعة بن معاوية عم الأحنف التميمي ; لأن له حديثا رواه النسائي في التفسير وصححه الحاكم ، ولفظه : قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره إلى آخر السورة ، قال : ما أبالي أن لا أسمع غيرها ، حسبي حسبي . قوله : " الفاذة " بتشديد الذال المعجمة المفردة في معناها ، ومعنى الجامعة التي تجمع أعمال البر كلها دقيقها وجليلها ، وكذلك أعمال المعاصي .

التالي السابق


الخدمات العلمية