صفحة جزء
6928 وقال أبو اليمان : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش بالمدينة ، وذكر كعب الأحبار فقال : إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب ، وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب .


مطابقته للترجمة في ذكر كعب الأحبار الذي كان يتحدث من الكتب القديمة ويسأل عنه من أخبارهم .

وكعب هو ابن ماتع بكسر التاء المثناة من فوق بعدها عين مهملة ابن عمرو بن قيس من آل ذي رعين ، وقيل : ذي الكلاع الحميري ، وقيل غير ذلك في اسم جده ، ويكنى أبا إسحاق ، كان في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا ، وكان يهوديا عالما بكتبهم حتى كان يقال له كعب الحبر وكعب الأحبار ، أسلم في عهد عمر - رضي الله تعالى عنه - وقيل : في خلافة أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - وقيل : أسلم في عهد النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وتأخرت هجرته ، والأول أشهر ، وغزا الروم في خلافة عمر ، ثم تحول في خلافة عثمان - رضي الله تعالى عنه - إلى الشام إلى أن مات بحمص ، وقال الواقدي وغيره : مات سنة اثنتين وثلاثين ، وقال ابن سعد : ذكروه لأبي الدرداء فقال : إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا ، وأخرج ابن سعد من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال : قال معاوية : ألا إن كعب الأحبار أحد العلماء ، إن كان عنده لعلم كالبحار وإن كنا مفرطين ، وروى عن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - مرسلا وعن عمر بن الخطاب وعائشة وآخرين من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - وروى عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير ومعاوية - رضي الله تعالى عنهم - وروى له البخاري والأربعة ابن ماجه في التفسير .

وشيخ البخاري أبو اليمان الحكم بن نافع ، وشعيب بن أبي حمزة ، والزهري محمد بن مسلم ، وحميد بالضم ابن عبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان .

قوله : " سمع معاوية " أي : أنه سمع معاوية ، وحذف أنه يقع كثيرا . قوله : " بالمدينة " يعني لما حج في خلافته . قوله : " وذكر " على صيغة المجهول . قوله : " إن كان " كلمة إن مخففة من المثقلة . قوله : " من أصدق هؤلاء المحدثين " ويروى : لمن أصدق هؤلاء المحدثين بزيادة لام التأكيد . قوله : " الكتاب " يشمل التوراة والإنجيل والصحف . قوله : " وإن كنا مع ذلك " أي : مع كونه أصدق المحدثين ، أراد بالمحدثين أنظار كعب ممن كان من أهل الكتاب " لنبلو " أي : لنختبر عليه الكذب ، يعني يقع بعض ما يخبرنا عنه بخلاف ما يخبرنا به ، وقال ابن حبان في كتاب الثقات : أراد معاوية أنه يخطئ أحيانا فيما يخبر به ، ولم يرد أنه كان كذابا ، وقال غيره : الضمير في قوله : " لنبلو عليه الكذب " [ ص: 75 ] للكتاب لا لكعب ، وإنما يقع في كتابهم الكذب لكونهم بدلوه وحرفوه ، وقال ابن الجوزي : المعنى الذي يخبر به كعب عن أهل الكتاب يكون كذبا ، لا أنه يتعمد الكذب ، وإلا فقد كان كعب من أخيار الأحبار .

التالي السابق


الخدمات العلمية