صفحة جزء
6937 1 - حدثنا أبو عاصم ، حدثنا زكرياء بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن أبي معبد ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا إلى اليمن .

وحدثني عبد الله بن أبي الأسود ، حدثنا الفضل بن العلاء ، حدثنا إسماعيل بن أمية ، عن يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عباس يقول : لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا نحو اليمن قال له : إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى ، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم [ ص: 82 ] خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم ، فإذا أقروا بذلك فخذ منهم ، وتوق كرائم أموال الناس .


مطابقته للترجمة في قوله : تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى .

وأخرجه من طريقين ( أحدهما ) : عن أبي عاصم الضحاك المشهور بالنبيل ، وكثيرا ما يروي عنه البخاري بالواسطة ، وهو يروي عن زكريا بن إسحاق المكي عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، قال الكلاباذي : هو يحيى بن عبد الله بن محمد بن صيفي مولى عمرو بن عثمان بن عفان المكي ، عن أبي معبد بفتح الميم والباء الموحدة واسمه نافذ بالنون والفاء وبالذال المعجمة ، ( والطريق الثاني ) : عن عبد الله بن أبي الأسود هو عبد الله بن محمد بن أبي الأسود واسمه حميد البصري ، يروي عن الفضل بن العلاء الكوفي ، نزل البصرة ، وثقه علي بن المديني ، وقال أبو حاتم : شيخ يكتب حديثه ، وقال الدارقطني : كثير الوهم ، وما له في البخاري سوى هذا الموضع ، وقد قرنه بغيره ، ولكنه ساق المتن هنا على لفظه . وإسماعيل بن أمية الأموي .

والحديث مر في أول الزكاة عن أبي عاصم إلى آخره ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " سمعت ابن عباس يقول " ، وفي بعض النسخ : سمعت ابن عباس : لما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحذف قال أو يقول ، وقد جرت العادة بحذفه خطأ . قوله : " نحو اليمن " أي : جهة اليمن ، ويروى : نحو أهل اليمن ، وهذا من إطلاق الكل وإرادة البعض ; لأنه بعثه إلى بعضهم لا إلى جميعهم ; لأن اليمن مخلافان ، وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى مخلاف وأبا موسى الأشعري إلى مخلاف كما مر في آخر المغازي ، ويحتمل أن يكون الخبر على عمومه في الدعوى إلى الأمور المذكورة ، وإن كانت إمرة معاذ إنما كانت على جهة من اليمن مخصوصة . قوله : " تقدم " بفتح الدال . قوله : " من أهل الكتاب " هم اليهود ، وكان ابتداء دخول اليهود اليمن في زمن أسعد ذي كرب ، وهو تبع الأصغر ، فقام الإسلام وبعض أهل اليمن على اليهودية ، وبعد ذلك دخل دين النصرانية لما غلبت الحبشة على اليمن ، وكان منهم أبرهة صاحب الفيل ، ولم يبق بعد باليمن أحد من النصارى أصلا إلا بنجران ، وهي بين مكة واليمن ، وبقي ببعض بلادها قليل من اليهود . قوله : " فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله " أي : فليكن أول الأشياء دعوتهم إلى التوحيد ، وكلمة ما مصدرية ، ومضى في الزكاة : فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله . قوله : " فإذا عرفوا ذلك " أي : التوحيد . قوله : " فإذا أقروا بذلك " أي : صدقوا وآمنوا به فخذ منهم الزكاة . قوله : " وتوق كرائم أموال الناس " أي : احذر واجتنب خيار مواشيهم أن تأخذها في الزكاة ، والكرائم جمع كريمة ، وهي الشاة الغزيرة اللبن .

التالي السابق


الخدمات العلمية