1. الرئيسية
  2. عمدة القاري شرح صحيح البخاري
  3. كتاب التوحيد
  4. باب قول الله تبارك وتعالى قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى
صفحة جزء
6941 باب قول الله تبارك وتعالى : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى


أي : هذا باب في قول الله تبارك وتعالى ، وقال ابن بطال : غرضه في هذا الباب إثبات الرحمة ، وهي صفات الذات ، فالرحمن وصف وصف الله به نفسه ، وهو متضمن لمعنى الرحمة ، فالرحمن بمعنى المترحم ، والرحيم بمعنى المتعطف ، وقيل : الرحمن في الدنيا والرحيم في الآخرة ، ولما نزلت هذه الآية قالوا : أندعوا اثنين ؟ فأعلم الله سبحانه وتعالى أن لا يدعى غيره فقال : أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى وقال ابن عباس في قوله تعالى : هل تعلم له سميا قال هل تعلم أحدا اسمه الرحمن سواه . قوله : " أيا " كلمة أي بفتح الهمزة وتشديد الياء تأتي لمعان أحدها : أن يكون شرطا وهي أي هذه ، وسبب نزول هذه الآية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تهجد ليلة بمكة فجعل يكثر في سجوده يا الله يا رحمن ، فقال المشركون : كاد محمد يدعو إلهنا فيدعو إلهين ، وما نعرف رحمانا إلا رحمان اليمامة ، وقال الزمخشري : الدعاء بمعنى التسمية لا بمعنى النداء ، وهو يتعدى إلى مفعولين ، تقول : دعوته زيدا ، ثم تترك أحدهما استغناء عنه فيقال : دعوت زيدا ، والله والرحمن المراد بهما الاسم لا المسمى ، وأو للتخيير ، يعني : ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ، يعني سموا بهذا الاسم أو بهذا الاسم واذكروا إما هذا وإما هذا ، والتنوين في أيا ما عوض عن المضاف إليه وما صلة للإبهام المؤكد لما في أي ، أي : أي هذين الاسمين سميتم أو ذكرتم فله الأسماء الحسنى ، ومعنى كونها أحسن الأسماء أنها مستقلة بمعنى التمجيد والتقديس والتعظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية