صفحة جزء
6950 باب قول الله تعالى : وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق


أي : هذا باب في قوله تعالى : وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق أي : بكلمة الحق ، وهي قوله : كن ، وقيل : ملتبسا بالحق لا بالباطل ، وذكر ابن التين أن الداودي قال : إن الباء ههنا بمعنى اللام ، أي : لأجل الحق ، قلت : ذكر النحاة أن الباء تأتي لأربعة عشر معنى ، ولم يذكروا فيها أنها تجيء بمعنى اللام ، وقال ابن بطال : المراد بالحق ههنا ضد الهزل ، وقيل : يقال لكل موجود من فعل الله تعالى يقتضي الحكمة حق ، ويطلق على الاعتقاد في الشيء المطابق في الواقع ، ويطلق على الواجب واللازم الثابت والجائز ، وعن الحليمي : الحق ما لا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به ، ووجود الباري أولى ما يجب الاعتراف به ولا يسع جحوده ; إذ لا مثبت تظاهرت عليه البينة ما تظاهرت على وجوده - عز وجل - .

التالي السابق


الخدمات العلمية