صفحة جزء
6950 14 - حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن سليمان ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو من الليل : اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ، لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ، قولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت ، أنت إلهي لا إله لي غيرك .


مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : أنت رب السماوات والأرض ; لأن معناه أنت مالك السماوات والأرض وخالقهما .

وقبيصة بفتح القاف ابن عقبة ، وسفيان هو الثوري ، وابن جريج عبد الملك ، وسليمان الأحول .

والحديث مضى في صلاة الليل عن علي بن عبد الله ، وفي الدعوات عن عبد الله بن محمد ، ومضى الكلام فيه .

قوله : " من الليل " أي : في الليل أو من قيام الليل . قوله : " رب السماوات " الرب السيد والمصلح والمالك . قوله : " أنت قيم السماوات " أي : مدبرها ومقومها . قوله : " نور السماوات " أي : منورها ، وهو من جملة صفات الفعل ، وقد مر تفسير الحق . قوله : " وعدك حق " من عطف الخاص على العام ; لأن الوعد أيضا قول . قوله : " لقاؤك " المراد باللقاء البعث . قوله : " إليك أنبت " أي : رجعت إلى عبادتك . قوله : " وبك خاصمت " أي : ببراهينك التي أعطيتني خاصمت الأعداء . قوله : " وإليك حاكمت " يعني من جحد الحق حاكمته إليك ، أي : جعلتك حاكما بيني وبينه لا غيرك مما كانت الجاهلية تتحاكم إلى الصنم ونحوه . قوله : " فاغفر لي " سؤاله - صلى الله عليه وسلم - المغفرة تواضع منه أو تعليم لأمته .

التالي السابق


الخدمات العلمية