صفحة جزء
6968 باب قول الله تعالى : ويحذركم الله نفسه وقوله جل ذكره : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك


أي : هذا باب في ذكر قوله عز وجل : ويحذركم الله نفسه ذكر هنا آيتين ، وذكر ثلاثة أحاديث لبيان إثبات نفس لله تعالى ، وفي [ ص: 100 ] القرآن جاء أيضا كتب على نفسه الرحمة واصطنعتك لنفسي وقال ابن بطال : النفس لفظ يحتمل معاني ، والمراد بنفسه ذاته ، فوجب أن يكون نفسه هي هو ، وهو اجتماع ، وكذا قال الراغب : نفسه ذاته ، وهذا وإن كان يقتضي المغايرة من حيث إنه مضاف ومضاف إليه فلا شيء من حيث المعنى سوى واحد سبحانه وتعالى وتنزه عن الاثنينية من كل وجه ، وقيل : إن إضافة النفس هنا إضافة ملك ، والمراد بالنفس نفوس عباده ، وفي الأخير بعد لا يخفى ، وقيل : ذكر النفس هنا للمشاكلة والمقابلة ، قلت : هذا يمشي في الآية الثانية دون الأولى ، وقال الزجاج في قوله تعالى : ويحذركم الله نفسه أي : إياه ، وقيل : يحذركم عقابه ، وقال ابن الأنباري في قوله تعالى : تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي : ولا أعلم ما في غيبك ، وقيل : معناه تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك .

التالي السابق


الخدمات العلمية