صفحة جزء
6968 32 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ما من أحد أغير من الله ، من أجل ذلك حرم الفواحش ، وما أحد أحب إليه المدح من الله .


قيل : لا مطابقة هنا بين الترجمة وهذا الحديث ; لأنه ليس فيه ذكر النفس ، حتى قال الكرماني : الظاهر أن هذا الحديث كان قبل هذا الباب ، فنقله الناسخ إلى هذا الباب ، ونسبه بعضهم إلى أن هذا غفلة من مراد البخاري ، فإن ذكر النفس ثابت في هذا الحديث الذي أورده ، وإن كان لم يقع في هذا الطريق ، وهو في هذا الحديث أورده في سورة الأنعام ، وفيه : ولا شيء أحب إليه المدح من الله وكذلك مدح نفسه ، قلت : هذا ليس غفلة منه ; لأن كلامه على الظاهر ; لأن الذي ينبغي أن لا يذكر حديث عقيب ترجمة إلا ويكون فيه لفظ يطابق الترجمة ، وإلا يبقى بحسب الظاهر غير مطابق ، ومع هذا اعتذر الكرماني عنه حيث قال : لعله أقام استعمال أحد مقام النفس لتلازمهما في صحة استعمال كل واحد منهما مقام الآخر ، ويؤيده قول غيره : وجه مطابقته أنه صدر الكلام بأحد ، وأحد الواقع في النفي عبارة عن النفس على وجه مخصوص بخلاف أحد الواقع في قوله تعالى : قل هو الله أحد وهذا السند بعينه مر في الكتاب غير مرة .

والأعمش سليمان ، وشقيق بن سلمة أبو وائل ، وعبد الله هو ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - .

والحديث مضى في سورة الأنعام ومضى أيضا في أواخر النكاح في باب الغيرة بغير هذا الإسناد والمتن .

قوله : " أغير من الله " غيرة الله هي كراهيته الإتيان بالفواحش أي : عدم رضاه به لا عدم إرادته ، وقيل : الغضب لازم الغيرة ، أي : غضبه عليها ، ثم لازم الغضب إرادة إيصال العقوبة عليها . قوله : " أحب " بالنصب ، والمدح بالرفع فاعله ، وهو مثل مسألة الكحل ، ويروى : أحب بالرفع ، وهو بمعنى المحبوب لا بمعنى المحب .

التالي السابق


الخدمات العلمية