صفحة جزء
6981 باب قل أي شيء أكبر شهادة وسمى الله تعالى نفسه شيئا قل الله وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن شيئا، وهو صفة من صفات الله، وقال: كل شيء هالك إلا وجهه


أي: هذا باب في قوله تعالى: قل أي شيء أكبر شهادة وقال بعضهم: باب بالتنوين، قلت: ليس كذلك; لأن التنوين يكون في المعرب، والمعرب هو المركب الذي لم يشبه مبنى الأصل، فإذا قلنا مثل ما ذكرنا يأتي التنوين والإعراب. قوله: "باب" إلى قوله: "شيئا" كذا وقع في رواية أبي ذر والقابسي، وسقط باب لغيرهما من رواية الفربري، وسقطت الترجمة من رواية النسفي، وذكر قوله: قل أي شيء أكبر شهادة وحديث سهل بن سعد بعد أثري أبي العالية ومجاهد في تفسير استوى على العرش، ووقع عند الأصيلي وكريمة: قل أي شيء أكبر شهادة سمى الله نفسه شيئا قل الله قوله: "قل" أي: قل يا محمد "أي شيء" كلمة "أي" استفهامية، ولفظ شيء أعم العام؛ لوقوعه على كل ما يصلح أن يخبر عنه، وقال الزمخشري: أي شيء أي شهيد أكبر شهادة، فوضع شيئا مقام شهيد؛ ليبالغ بالتعميم، ويقال: إن قريشا أتوا النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بمكة فقالوا: يا محمد، ما نرى أحدا يصدقك فيما تقول، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ولا صفة، فأرنا من يشهد لك أنك رسول الله، فأنزل الله هذه الآية: قل الله شهيد بيني وبينكم على ما أقول.

قوله: "فسمى الله نفسه شيئا" يعني إثباتا للوجود ونفيا للعدم وتكذيبا للزنادقة والدهرية.

قوله: "وسمى النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - القرآن شيئا، أشار به إلى الحديث الذي أورده من حديث سهل بن سعد وفيه: "أمعك شيء من القرآن" وقد مضى في النكاح.

قوله: "وهو صفة" أي: القرآن صفة من صفات الله، أي: من صفات ذاته، وكل صفة تسمى شيئا بمعنى أنها موجودة.

قوله: "وقال: كل شيء هالك إلا وجهه فهو أنه مستثنى متصل فيجب اندراجه في المستثنى منه، والشيء يساوي الموجود لغة وعرفا، وقيل: إن الاستثناء منقطع، والتقدير: لكن هو لا يهلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية