صفحة جزء
6982 وقال ابن عباس: " المجيد " الكريم والودود الحبيب، يقال: " حميد مجيد " كأنه فعيل من ماجد، محمود من حميد.


مطابقته للترجمة من حيث إنه لما ذكر العرش ذكر أن الله وصفه بالمجيد في قوله - عز وجل -: ذو العرش المجيد وفسر المجيد بالكريم، ووصل هذا ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وقرئ "ذي العرش" صفة لربك، وقرئ "المجيد" بالجر صفة للعرش، ومجد الله عظمته، ومجد العرش علوه وعظمته.

قوله: "والودود الحبيب" ذكر هذا استطرادا; لأن قبل قوله: ذو العرش المجيد وهو الغفور الودود وفسر الودود بالحبيب، وقال الزمخشري: الودود الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود من إعطائهم ما أرادوا.

قوله: "كأنه فعيل" أي: كأن مجيدا على وزن فعيل، أخذ من ماجد، ومحمود أخذ من حميد، ويروى: "من حمد" على صيغة الماضي، وهو الصواب، وقال الكرماني: غرضه أن مجيدا فعيل بمعنى فاعل وحميدا فعيل بمعنى محمود، فهو من باب القلب، ويروى: محمود من حمد بلفظ ماضي المجهول والمعروف، وإنما قال: كأنه لاحتمال أن يكون حميد بمعنى حامد، والمجيد بمعنى الممجد، وفي الجملة في عبارة البخاري تعقيد، انتهى.

وقال بعضهم: التعقيد في قوله: "محمود من حمد" قلت: سبحان الله! كيف يقول هذا القائل: التعقيد في قوله: "محمود من حمد"؟! وهذا كلام من لم يذق من علم التصريف شيئا، بل لفظ محمود مشتق من حمد، والتعقيد الذي ذكره الكرماني ونسبه إلى البخاري هو قوله: "ومحمود أخذ من حميد" لأن محمودا لم يؤخذ من حميد، وإنما كلاهما أخذا من حمد الماضي، فافهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية