صفحة جزء
7014 باب ما جاء في خلق السماوات والأرض وغيرهما من الخلائق


أي: هذا باب في بيان ما جاء إلى آخره.

قوله: "في خلق السماوات" كذا في رواية الكشميهني، وفي رواية الأكثرين "في تخليق السماوات" والأول أولى وعليه شرح ابن بطال، وغرضه في هذا الباب أن يعرفك أن السماوات والأرض وما بينهما كل ذلك مخلوق لقيام دلائل الحدوث بها من الآيات الشاهدات من انتظام الحكمة، وإيصال المعيشة فيهما، وقام برهان العقل على أن لا خالق غير الله، وبطل قول من يقول: إن الطبائع خالقة للعالم، وإن الأفلاك السبعة هي الفاعلة، وإن الظلمة والنور خالقان، وقول من زعم أن العرش هو الخالق، وفسدت جميع هذه الأقوال بقيام الدليل على حدوث ذلك كله، وافتقاره إلى محدث لاستحالة وجود محدث لا محدث له، كاستحالة وجود مضروب لا ضارب له، وكتاب الله عز وجل شاهد بصحة هذا، وهو قوله تعالى: هل من خالق غير الله فنفى كل خالق سواه، والآيات فيه كثيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية