صفحة جزء
7026 وقوله تعالى: تؤتي الملك من تشاء ، ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء


[ ص: 145 ] وقوله: "بالجر" عطف على قوله: "في المشيئة والإرادة" وهذه الآيات تدل على إثبات الإرادة لله تعالى والمشيئة، وأن العباد لا يريدون شيئا إلا وقد سبقت إرادة الله تعالى به، وأنه خالق لأعمالهم طاعة كانت أو معصية.

فإن قلت: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يدل على أنه لا يريد المعصية.

قلت: ليس هذا على العموم، وإنما هو خاص فيمن ذكر ولم يكلفه ما لا يطيق فعله، وهذا من المؤمنين المفترض عليهم الصيام، فالمعنى يريد الله بكم اليسر الذي هو التخيير بين صومكم في السفر وإفطاركم فيه، ولا يريد بكم العسر الذي هو إلزامكم الصوم في السفر، وكذلك تأويل قوله تعالى: ولا يرضى لعباده الكفر فإنه على الخصوص في المؤمنين الذين أراد منهم الإيمان، فكان ما أراده منهم ذلك لا الكفر فلم يكن.

التالي السابق


الخدمات العلمية