صفحة جزء
7033 97 - حدثنا ابن سلام، أخبرنا هشيم، عن حصين، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه حين ناموا عن الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء، فقضوا حوائجهم وتوضئوا إلى أن طلعت الشمس وابيضت، فقام فصلى.


مطابقته للترجمة في قوله: "حين شاء" في الموضعين. وابن سلام هو محمد، وهشيم مصغرا ابن بشير، وحصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن عبد الرحمن السلمي، وعبد الله بن أبي قتادة، يروي عن أبيه أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري السلمي.

ومضى الحديث في كتاب الصلاة في باب الأذان بعد ذهاب الوقت، وهنا ذكره مختصرا وهناك ذكره بأتم من هنا.

قوله: "إن الله قبض أرواحكم" إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا في سفرة من الأسفار، واختلفوا في هذه السفرة ففي مسلم في حديث أبي هريرة عند رجوعهم من خيبر، وفي حديث ابن مسعود عند أبي داود في سفرة الحديبية "أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ليلا، فنزل فقال: من يكلؤنا فقال بلال: أنا" الحديث. وفي حديث زيد بن أسلم مرسلا أخرجه مالك في الموطأ "عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا بطريق مكة" وكذا في حديث عطاء بن يسار مرسلا، رواه عبد الرزاق أن ذلك كان بطريق تبوك، وفي التوضيح في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قبض أرواحكم" دليل على أن الروح هو النفس، وهو قول أكثر الأئمة. وقال ابن حبيب وغيره: الروح بخلافها، فالروح هو النفس المتردد الذي لا يبقى بعده حياة، والنفس هي التي تلذ وتتألم، وهي التي تتوفى عند النوم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم ما يقبضه في النوم روحا، وسماه الله في كتابه نفسا في قوله: الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها

قوله: "عن الصلاة " أي: صلاة الصبح.

قوله: "وتوضئوا" بلفظ الماضي.

قوله: "وابيضت " أي: ارتفعت.

قوله: "فصلى" أي: الصلاة الفائتة قضاء، قيل: كذا قال هنا، وقال في خبر بلال: "حين كلأهم لم يوقظهم إلا الشمس" وقال الداودي: إما أن يكون هذا يوما آخر أو يكون في أحد الخبرين وهم. قلت: مر الكلام فيه في كتاب الصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية