صفحة جزء
7043 وقال مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا، فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق.


أي: قال مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي عن عبد الله بن مسعود في تفسير الآية المذكورة: "سمع أهل السماوات شيئا" وفي رواية أبي داود وغيره: سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، وفي رواية الثوري "الحديد" بدل "السلسلة" وعند ابن أبي حاتم "مثل صوت السلسلة" وعنده في حديث النواس بن سمعان: إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة من خوف الله تعالى، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا.

قوله: "عن قلوبهم" أي: قلوب الملائكة.

قوله: "وسكن الصوت" أي: الصوت المخلوق لإسماع السماوات; إذ الدلائل القاطعة قائمة على تنزهه عن الصوت; لأنه مستلزم للحدوث; لأنه من الموجودات السيالة الغير القارة.

قوله: "ونادوا" ماذا قال ربكم؟ قيل: ما فائدة السؤال وهم سمعوا ذلك؟ وأجيب بأنهم سمعوا قولا ولم يفهموا معناه كما ينبغي لأجل فزعهم، ثم هذا التعليق وصله البيهقي في الأسماء والصفات من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح وهو أبو الضحى عن مسروق، ولفظه " إن الله عز وجل إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال: ويقولون: يا جبريل ماذا قال ربكم؟ قال: فيقول: الحق، قال: فينادون: الحق الحق . وقال البيهقي: ورواه أحمد بن شريح الرازي وعلي بن إشكاب وعلي بن مسلم، ثلاثتهم عن أبي معاوية مرفوعا.

أخرجه أبو داود في السنن عنهم ولفظه مثله، إلا أنه قال: فيقولون: ماذا قال ربك؟ قال: ورواه شعبة عن الأعمش موقوفا، وجاء عنه مرفوعا أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية