صفحة جزء
7056 120 - حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟


مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله: "فيقول" وإسماعيل بن أبي أويس، وأبو عبد الله الأغر بفتح الغين المعجمة وتشديد الراء، واسمه سلمان الجهني المدني.

والحديث مضى في كتاب التهجد في باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل.

قوله: "ينزل" من النزول كذا في رواية أبي ذر عن المستملي والسرخسي، وفي رواية الأكثرين "يتنزل" من باب التفعل، وهذا من باب المتشابهات، والأمر فيها قد علم أنه إما التفويض، وإما التأويل بنزول ملك الرحمة. ومن القائلين في إثبات هذا وأنه لا يقبل التأويل أبو إسماعيل الهروي، وأورد هذا الحديث من طرق كثيرة في كتابه "الفاروق" مثل حديث عطاء مولى أم صبية عن أبي هريرة بلفظ " إذا ذهب ثلث الليل" فذكر الحديث، وزاد فلا يزال بها حتى يطلع الفجر، فيقول: "هل من داع فيستجاب له " أخرجه النسائي وابن خزيمة في صحيحه. وحديث ابن مسعود وفيه " فإذا طلع الفجر صعد إلى العرش " أخرجه ابن خزيمة.

وأخرجه أبو إسماعيل من طريق أخرى عن ابن مسعود قال: جاء رجل من بني سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "علمني" فذكر الحديث وفيه "فإذا انفجر الفجر صعد " ومن حديث عبادة بن الصامت وفي آخره " ثم يعلو ربنا على كرسيه " ومن حديث جابر وفيه " ثم يعلو ربنا إلى السماء العليا إلى كرسيه " ومن حديث أبي الخطاب أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوتر فذكر الحديث وفي آخره "حتى إذا طلع الفجر ارتفع ".

قال بعضهم : هذه الطرق كلها ضعيفة، قلت: ألم يعلم هو أن الحديث إذا روي من طرق كثيرة ضعيفة تشتد فيشد بعضها بعضا، وليس في هذا الباب وأمثاله إلا التسليم والتفويض إلى ما أراد الله من ذلك، فإن الأخذ بظاهره يؤدي إلى التجسيم، وتأويله يؤدي إلى التعطيل، والسلامة في السكوت والتفويض.

وفيه التحريض على قيام آخر الليل قال تعالى: والمستغفرين بالأسحار ومن جهة العقل أيضا هو وقت صفاء النفس لخفة المعدة; لانهضام الطعام وانحداره عن المعدة، وزوال كلال الحواس وضعف القوى، وفقدان المشوشات، وسكون الأصوات، ونحو ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية