صفحة جزء
7090 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل يقول: لو أوتيت مثل ما أوتي هذا فعلت كما يفعل، فبين الله أن قيامه بالكتاب هو فعله، [ ص: 183 ] وقال: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم وقال جل ذكره: وافعلوا الخير لعلكم تفلحون


أي: هذا باب في ذكر قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: رجل، إلى آخره، وغرضه من هذا الباب أن قول العباد وفعلهم منسوبان إليهم وهو كالتعميم بعد التخصيص بالنسبة إلى الباب المتقدم عليه، قيل: إن الترجمة مخرومة؛ إذ ذكر من صاحب القرآن حال المحسود فقط، ومن صاحب المال حال الحاسد فقط، وهو خرم غريب ملبس. قال الكرماني: نعم مخروم، ولكن ليس غريبا ولا ملبسا; إذ المتروك هو نصف الحديث بالكلية حاسدا ومحسودا، وهو حال ذي المال، والمذكور هو بيان صاحب القرآن حاسدا ومحسودا; إذ المراد من "رجل" ثانيا هو الحاسد، ومن "مثل ما أوتي" هو القرآن لا المال. ومر الحديث أولا في كتاب العلم وآخرا في كتاب التمني.

قوله: "آناء الليل" أي: ساعات الليل، وقال الأخفش: واحدها أني مثل معي، وقيل: أنو، يقال مضى أنيان من الليل وأنوان، وقال أبو عبيدة: واحدها أنى مثل نحى والجمع آناء.

قوله: "فبين الله" ليس في كثير من النسخ إلا قوله: "فبين" فقط بدون ذكر فاعله، ولهذا قال الكرماني: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن قيام الرجل بالقرآن فعله حيث أسند القيام إليه، وفي رواية الكشميهني: إن قراءة الكتاب فعله.

قوله: ألسنتكم " أي: لغاتكم; إذ لا اختلاف في العضو المخصوص بحيث يصير من الآيات.

قوله: وافعلوا الخير " هذا عام في فعل الخير يتناول قراءة القرآن والذكر والدعاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية