صفحة جزء
7099 163 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن التيمي، عن أنس بن مالك، عن أبي هريرة قال: ربما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا. وقال معتمر: سمعت أبي، سمعت أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل.


هذا الحديث مثل الحديث الذي مضى غير أن أنسا هنا يروي عن أبي هريرة، وهناك روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا أيضا قال معتمر بن سليمان: سمعت أبي سليمان بن طرخان، قال: سمعت أنسا يرويه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأراد بهذا التعليق بيان التصريح بالرواية فيه عن الله عز وجل، وقد وصله مسلم من رواية معتمر. ويحيى هو القطان، والتيمي هو سليمان بن طرخان.

قوله: "ربما ذكر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم" أي: ربما ذكر أبو هريرة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، كذا في الروايات كلها، وليس فيه الرواية عن الله سبحانه وتعالى، وروى مسلم حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى هو ابن سعيد وابن أبي عدي كلاهما عن سليمان، فذكره بلفظ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: قال الله عز وجل.

فإن قلت: قال هنا: إذا تقرب العبد مني، وفي الحديث السابق قال: إذا تقرب العبد إلي، قلت: الأصل من، واستعماله بإلى لقصد معنى الانتهاء، والصلات تختلف بحسب المقصود.

قوله: "أو بوعا" قال الخطابي: البوع مصدر باع إذا مد باعه، ويحتمل أن يكون جمع باع، مثل ساق وسوق، ومعنى الحديث مضاعفة الثواب حتى يكون مشبها بفعل من أقبل نحو صاحبه قدر شبر فاستقبله صاحبه ذراعا، وقد يكون معناه التوفيق له بالعمل الذي يقرب فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية