صفحة جزء
7121 184 - حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والذي لا يقرأ كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.


مطابقته للترجمة ظاهرة. وهدبة بضم الهاء ابن خالد القيسي بفتح القاف، وهمام بتشديد الميم هو ابن يحيى العوذي، وأنس هو ابن مالك، وأبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري. والرجال كلهم بصريون، وفيه رواية الصحابي عن الصحابي. والحديث مضى في فضائل القرآن عن مسدد، ومضى الكلام فيه.

قوله: "كالأترجة" بضم الهمزة ويقال: الأترنجة والترنجة، وفي التوضيح كالأترجة كذا في الأصول، ولأبي الحسن كالأترنجة بالنون، والصواب الأول; لأن النون والهمزة لا يجتمعان، والمعروف الأترج، وحكى أبو زيد: "ترنجة وترج" وقالوا: الأترجة أفضل الثمار للخواص الموجودة فيها مثل كبر جرمها، وحسن منظرها، ولين ملمسها، ولونها يسر الناظرين، ثم أكلها يفيد بعد الالتذاذ طيب النكهة، ودباغ المعدة، وقوة الهضم، واشتراك الحواس الأربعة البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها، ثم إن أجزاءها تنقسم على طبائع، فقشرها حار يابس، وجرمها حار رطب، وحماضها بارد يابس، وبزرها حار مجفف.

قوله: "كمثل الحنظلة" وهي شجرة مشهورة، وفي بعض البلاد تسمى بطيخ أبي جهل. فإن قلت: قال في آخر فضائل القرآن: "كالحنظلة طعمها مر وريحها مر" وهنا قال: "ولا ريح لها".

قلت: المقصود منهما واحد، وذلك هو بيان عدم النفع لا له ولا لغيره، وربما كان مضرا، فمعناه: لا ريح لها نافعة.

التالي السابق


الخدمات العلمية