صفحة جزء
742 [ ص: 40 ] ( ويذكر عن عبد الله بن السائب ، قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنون في الصبح ، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى أخذته سعلة فركع )


مطابقة هذا التعليق للجزء الرابع للترجمة لأن الترجمة أربعة أجزاء ، فالجزء الرابع هو قوله : وبأول سورة ، والذي رواه عبد الله بن السائب يدل على أنه قرأ أول سورة المؤمنين إلى أن وصل إلى قوله : ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون أخذته سعلة ، فقطع القراءة ، ولم يكمل السورة ، فدل على أنه لا بأس بقراءة بعض سورة والاقتصار عليه من غير تكميل السورة على ما يجيء بيانه الآن ، وهذا التعليق ذكره البخاري بلفظ يذكر على صيغة المجهول وهو صيغة التمريض ; لأن في إسناده اختلافا على ابن جريج ، فقال عيينة عنه عن أبي مليكة ، عن عبد الله السائب ، قال أبو عاصم عنه ، عن محمد بن عباد ، عن أبي سلمة بن سفيان أو سفيان بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن السائب ، ووصله مسلم في صحيحه ، وقال : حدثني هارون بن عبد الله قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، وحدثني محمد بن رافع ، وتقاربا في اللفظ قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : سمعت محمد بن جعفر بن عباد بن جعفر يقول : أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي ، عن عبد الله بن السائب قال : " صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة ، فاستفتح سورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون ، أو ذكر عيسى عليهم الصلاة والسلام - شك محمد بن عباد أو اختلفوا عليه - أخذت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سعلة فركع ، وعبد الله بن السائب حاضر ذلك " وفي حديث عبد الرزاق " فحذف فركع " وفي حديثه : وعبد الله بن عمرو ولم يقل ابن العاص ، وعبد الله بن السائب بن أبي السائب واسمه صيفي بن عابد بالباء الموحدة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القريشي المخزومي القاري يكنى أبا السائب ، وقيل أبو عبد الرحمن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بمكة قبل ابن الزبير بيسير ، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث ، وروى له مسلم هذا الحديث فقط ، وأخرج الطحاوي هذا الحديث عن عبد الله بن السائب ، ولفظه : " حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة الفتح صلاة الصبح ، فاستفتح بسورة المؤمنين ، فلما أتى على ذكر موسى وعيسى أو موسى وهارون أخذته سعلة فركع " انتهى ، وليس في إسناده ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص ولا ذكر عبد الله بن المسيب بل فيه عن أبي سلمة ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، وقال النووي : ابن العاص غلط عند الحفاظ ، وليس هذا عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي المعروف ، بل هو تابعي حجازي ، وفي مصنف عبد الرزاق ، عن عبد الله بن عمرو القاري وهو الصواب . قوله : " قرأ النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين “ أي سورة المؤمنين . قوله : " أو ذكر عيسى " هو قوله تعالى : وجعلنا ابن مريم وأمه آية وفي رواية الطحاوي على ذكر موسى وعيسى هو قوله : ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون المؤمنون وجعلنا ابن مريم وأمه آية قوله : " أخذته سعلة " بفتح السين وضمها ، وعند ابن ماجه " فلما بلغ ذكر عيسى وأمه أخذته سعلة أو قال شهقة " وفي رواية " شرقة " بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وفتح القاف ، قوله في مسلم " الصبح بمكة " وفي رواية الطبراني " يوم الفتح " .

ذكر ما يستفاد منه : فيه استحباب القراءة الطويلة في صلاة الصبح ولكن على قدر حال الجماعة ، وفيه جواز قطع القراءة ، وهذا لا خلاف فيه ولا كراهة إن كان القطع لعذر وإن لم يكن لعذر فلا كراهة أيضا عند الجمهور ، وعن مالك في المشهور كراهته ، وفيه جواز القراءة ببعض السورة ، وفي شرح الهداية إن قرأ بعض سورة في ركعة وبعضها في الثانية ، الصحيح أنه لا يكره وقيل يكره ، ويجاب عن حديث سعلته صلى الله عليه وسلم أنه إنما كان قراءته لبعضها لأجل السعلة ، والطحاوي منع هذا الجواب في معاني الآثار فقال عقيب رواية حديث السعلة : فإن قال قائل إنما فعل ذلك للسعلة التي عرضت ، قيل له : فإنه قد روي عنه أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر بآيتين من القرآن ، قد ذكرنا ذلك في باب القراءة في ركعتي الفجر ، انتهى ، قلت : الذي ذكره في هذا الباب هو ما رواه عن ابن عباس أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما : قولوا آمنا بالله وما أنـزل إلينا الآية ، وفي الثانية : آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون

التالي السابق


الخدمات العلمية