صفحة جزء
742 ( وقرأ عمر في الركعة الأولى بمائة وعشرين آية من البقرة ، وفي الثانية بسورة من المثاني )


[ ص: 41 ] مطابقته لجزء من أجزاء الترجمة غير ظاهرة ، ولكنه يدل على تطويل القراءة في الركعة الأولى على القراءة في الركعة الثانية ; لأن التيمي فسر المثاني بما لم يبلغ مائة آية ، وقيل : المثاني عشرون سورة ، والمئون إحدى عشرة سورة ، وقال أهل اللغة : سميت مثاني ; لأنها ثنت المئين : أي أتت بعدها ، وفي المحكم : المثاني من القرآن ما ثني مرة بعد مرة ، وقيل : فاتحة الكتاب ، وقيل : سور أولها البقرة وآخرها براءة ، وقيل : القرآن العظيم كله مثاني ; لأن القصص والأمثال ثنيت فيه ، وقيل : سميت المثاني لكونها قصرت عن المئين وتزيد على المفصل ، كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني ، ثم المفصل ، وعن ابن مسعود ، وطلحة بن مصرف : المئون إحدى عشرة سورة ، والمثاني عشرون سورة ، وقال صاحب التلويح ومن تبعه من الشراح : وهذا التعليق وصله ابن أبي شيبة في مصنفه ، عن عبد الأعلى ، عن الجريري ، عن أبي العلاء ، عن أبي رافع قال : كان عمر رضي الله تعالى عنه يقرأ في الصبح بمائة من البقرة ، ويتبعها بسورة من المثاني أو من صدور المفصل ، ويقرأ بمائة من آل عمران ، ويتبعها بسورة من المثاني أو من صدور المفصل .

قلت : في لفظ ما ذكره البخاري فصل بقوله في الركعة الأولى وفي الثانية ، وفي رواية ابن أبي شيبة لم يفصل ، ويحتمل أن تكون قراءته بمائة من البقرة وإتباعها بسورة من المفصل في الركعة الأولى وحدها ، وفي الركعة الثانية كذلك ، ويحتمل أن يكون هذا في الركعتين جميعا ، فعلى الاحتمال الأول تظهر المطابقة بينه وبين الجزء الأول للترجمة .

فإن قلت : الجزء الأول للترجمة الجمع بين السورتين ، وهذا على ما ذكرت جمع بين سورة وبعض من سورة ، قلت: المقصود من الجمع بين السورتين أعم من أن يكون بين سورتين كاملتين أو بين سورة كاملة وبين شيء من سورة أخرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية