صفحة جزء
742 ( وقرأ الأحنف بالكهف في الأولى ، وفي الثانية بيوسف أو يونس ، وذكر أنه صلى مع عمر رضي الله عنه الصبح بهما )


مطابقته للجزء الثالث للترجمة وهي أن يقرأ في الركعة الأولى سورة ، ثم يقرأ في الثانية سورة فوق تلك السورة ، والأحنف بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة ، وفتح النون ، وفي آخره فاء ابن قيس بن معدي كرب الكندي الصحابي ، وقد مر ذكره في باب المعاصي في كتاب الإيمان .

قوله : “ وذكر “ أي ذكر الأحنف أنه صلى مع عمر : أي وراء عمر ، الصبح أي صلاة الصبح بهما : أي بالكهف في الأولى وبإحدى السورتين في الثانية أي بيوسف أو يونس .

وهذا التعليق وصله أبو نعيم في المستخرج ، حدثنا مخلد بن جعفر ، حدثنا جعفر الفريابي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا حماد بن زيد ، عن بديل ، عن عبد الله بن شقيق قال : " صلى بنا الأحنف بن قيس الغداة فقرأ في الركعة الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيونس ، وزعم أنه صلى خلف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقرأ في الأولى بالكهف والثانية بيونس " .

وقال ابن أبي شيبة : حدثنا معتمر ، عن الزهري بن الحارث ، عن عبد الله بن قيس ، عن الأحنف قال : " صليت خلف عمر الغداة فقرأ بيونس وهود ونحوهما " .

وعد أصحابنا هذا الصنيع مكروها ، فذكر في الخلاصة : وإن قرأ في الركعة سورة وفي ركعة أخرى سورة فوق تلك السورة أو فعل ذلك في ركعة فهو مكروه .

قلت : فكأنهم نظروا في هذا إلى أن رعاية الترتيب العثماني مستحبة ، وبعضهم قال : هذا في الفرائض دون النوافل ، وقال مالك : لا بأس أن يقرأ سورة قبل سورة ، قال : ولم يزل الأمر على ذلك من عمل الناس ، وذكر في شرح الهداية أيضا أنه مكروه ، قال : وعليه جمهور العلماء منهم أحمد ، وقال عياض : هل ترتيب السور من ترتيب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أو من اجتهاد المسلمين ، قال ابن الباقلاني : الثاني أصح القولين مع احتمالهما وتأولوا النهي عن قراءة القرآن منكوسا على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها ، وأما ترتيب الآيات فلا خلاف أنه توقيف من الله تعالى على ما هو عليه الآن في المصحف .

التالي السابق


الخدمات العلمية