صفحة جزء
747 ( وكان أبو هريرة ينادي الإمام : لا تفتني بآمين )


مطابقة هذا للترجمة من حيث إنه يقتضي أن يقول الإمام والمأموم كلاهما آمين ولا يختص به أحدهما . قوله : " لا تفتني " بفتح التاء المثناة من فوق ، هي تاء الخطاب ، وضم الفاء وسكون التاء من الفوات ومعناه لا تدعني أن يفوت مني القول بآمين ، ويروى لا يسبقني من السبق ، وهكذا وصل ابن أبي شيبة هذا التعليق فقال : حدثنا وكيع ، حدثنا كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح " عن أبي هريرة أنه كان يؤذن بالبحرين فقال للإمام : لا تسبقني بآمين " وأخبرنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن محمد عنه مثله انتهى ، وكان الإمام بالبحرين العلاء بن الحضرمي ، وروى صاحب المحلى ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنه كان مؤذنا للعلاء بن الحضرمي بالبحرين ، فاشترط عليه أن لا يسبقه بآمين ، وروى البيهقي من حديث أبي رافع أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم فاشترط أن لا يسبقه بالضالين حتى يعلم أنه قد دخل الصف ، فكان إذا قال مروان : ولا الضالين ، قال أبو هريرة : آمين ، يمد بها صوته ، وقال : إذا وافق تأمين أهل الأرض تأمين أهل السماء غفر لهم ، وروي عن بلال نحو قول أبي هريرة ، أخرجه أبو داود ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ، أخبرنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي عثمان " عن بلال أنه قال : يا رسول الله لا تسبقني بآمين " وقد أول العلماء قوله : لا تسبقني ، على وجهين ، الأول : أن بلالا كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من سكتتي الإمام فربما يبقى عليه شيء منها ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرغ منها ، فاستمهله بلال في التأمين بقدر ما يتم فيه قراءة بقية السورة حتى ينال بركة موافقته في التأمين ، الثاني : أن بلالا كان يقيم في الموضع الذي يؤذن فيه من وراء الصفوف فإذا قال قد قامت الصلاة كبر النبي صلى الله عليه وسلم فربما سبقه ببعض ما يقرؤه ، فاستمهله بلال قدر ما يلحق القراءة والتأمين ، قلت : هذا الحديث مرسل ، وقال الحاكم في الأحكام : قيل [ ص: 49 ] إن أبا عثمان لم يدرك بلالا ، وقال أبو حاتم الرازي : رفعه خطأ ، ورواه الثقات ، عن عاصم ، عن أبي عثمان مرسلا ، وقال البيهقي : وقيل عن أبي عثمان ، عن سلمان قال : قال بلال ، وهو ضعيف ليس بشيء ، قلت : عاصم هو الأحول ، وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل النهدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية