صفحة جزء
383 ( باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود )


أي هذا باب ترجمته يبدي المصلي بضم الياء آخر الحروف وسكون الباء الموحدة ; من الإبداء ، وهو الإظهار ، وفي المغرب إبداء الضبعين تفريجهما ، وقال صاحب ( الهداية ) : ويبدي ضبعيه لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " وأبد ضبعيك " ويروى " أبدد " من الإبداد ، وهو المد . قلت : هذا الحديث لم يرو هكذا مرفوعا ، وقد بيناه في ( شرحنا للهداية ) .

قوله : “ ويروى وأبدد " ليس له أصل ولا وجود في كتب الحديث .

قوله : “ ضبعيه " بفتح الضاد المعجمة وسكون الباء الموحدة تثنية ضبع ، وقيل : يجوز في الباء الضم أيضا ، والضبع العضد ، وقيل : ضبع الرجل وسطه وبطنه ، وقيل : وسط العضد من داخل ، وقيل : هي لحمة تحت الإبط .

قوله : “ ويجافي " مفعوله محذوف ، أي يجافي بطنه أي يباعده ، وثلاثيه جفى يقال : جفى السرج عن ظهر الفرس ، وأجفيته أنا : إذا رفعته ، ويجافي جنبه عن الفراش : أي يباعد ، قال تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع أي تتباعد .

واعلم أن هذا الباب والباب الذي بعده قد ذكر هنا في كثير من النسخ ، وسقطا في بعضها ، وقال الكرماني وغيره : لأنهما ذكرا مرة قبل باب استقبال القبلة . قلت : لم يذكر هناك إلا قوله : باب يبدي ضبعيه ويجافي جنبيه في السجود ، وأما الباب الثاني فلم يذكر هناك بترجمة ، فلذلك قيل : والصواب إثباتها هاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية