صفحة جزء
805 225 - حدثنا إسحاق بن نصر قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عمرو أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أن رفع الصوت [ ص: 126 ] بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقال ابن عباس : كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته .


مطابقته للترجمة ظاهرة .

( ذكر رجاله ) :

وهم ستة : الأول : إسحاق بن نصر ، وهو إسحاق بن إبراهيم بن نصر ، أبو إبراهيم السعدي البخاري . فالبخاري يروي عنه تارة بنسبته إلى أبيه ، ويقول : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر ، وتارة ينسبه إلى جده ويقول : حدثنا إسحاق بن نصر . الثاني : عبد الرزاق بن همام . الثالث : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بضم الجيم .

الرابع : عمرو بن دينار . الخامس : أبو معبد بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة ، وفي آخره دال مهملة ، واسمه نافذ بالنون وبكسر الفاء ، وفي آخره ذال معجمة . السادس : عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما .

( ذكر لطائف إسناده ) :

فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه الإخبار كذلك في موضع واحد ، وبصيغة الإفراد من الماضي في ثلاثة مواضع ، وفيه القول في ثلاثة مواضع ، وفيه أن شيخه من أفراده ، وفيه أن رواته ما بين بخاري ويماني ومكي ومدني ، وفيه رواية التابعي عن التابعي ، عن الصحابي .

( ذكر من أخرجه غيره )

أخرجه مسلم في الصلاة أيضا عن إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق . وأخرجه أبو داود فيه عن يحيى بن موسى البلخي ، عن عبد الرزاق .

( ذكر معناه ) :

قوله : “ كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - “ أي على زمانه ، ومثل هذا يحكم له بالرفع عند الجمهور ، خلافا لمن شذ في ذلك . قوله : " قال ابن عباس " هو موصول بالإسناد الأول ، كما في رواية مسلم عن إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق به . قوله : " كنت أعلم " فيه إطلاق العلم على الأمر المستند إلى الظن الغالب . قوله : " بذلك " أي برفع الصوت إذا سمعته أي الذكر ، والمعنى كنت أعلم انصرافهم بسماع الذكر .

( ذكر ما يستفاد منه ) :

استدل به بعض السلف على استحباب رفع الصوت بالتكبير والذكر عقيب المكتوبة ، وممن استحبه من المتأخرين ابن حزم ، وقال ابن بطال : أصحاب المذاهب المتبعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالتكبير والذكر ، حاشا ابن حزم ، وحمل الشافعي هذا الحديث على أنه جهر ليعلمهم صفة الذكر ، لا أنه كان دائما . قال : واختار للإمام والمأموم أن يذكرا الله بعد الفراغ من الصلاة ، ويخفيان ذلك ، إلا أن يقصدا التعليم فيعلما ، ثم يسرا ، وقال الطبري : فيه البيان على صحة فعل من كان يفعل ذلك من الأمراء والولاة ، يكبر بعد صلاته ويكبر من خلفه ، وقال غيره : لم أجد أحدا من الفقهاء قال بهذا ، إلا ابن حبيب في ( الواضحة ) : كانوا يستحبون التكبير في العساكر والبعوث إثر صلاة الصبح والعشاء . وروى ابن القاسم عن مالك أنه محدث . وعن عبيدة : هو بدعة ، وقال ابن بطال : وقول ابن عباس " كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - " فيه دلالة أنه لم يكن يفعل حين حدث به ; لأنه لو كان يفعل لم يكن لقوله معنى ، فكأن التكبير في إثر الصلوات لم يواظب الرسول - عليه الصلاة والسلام - عليه طول حياته ، وفهم أصحابه أن ذلك ليس بلازم ، فتركوه خشية أن يظن أنه مما لا تتم الصلاة إلا به ، فذلك كرهه من كرهه من الفقهاء ، وفيه دلالة أن ابن عباس كان يصلي في أخريات الصفوف لكونه صغيرا . ( قلت ) : قوله : " إذا انصرفوا " ظاهره أنه لم يكن يحضر الصلاة بالجماعة في بعض الأوقات لصغره .

التالي السابق


الخدمات العلمية