صفحة جزء
6310 62 - حدثنا قتيبة ، عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك قال : قال أبو طلحة لأم سليم : لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شيء ؟ فقالت : نعم ، فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ، ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسلك أبو طلحة ؟ فقلت : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه : قوموا فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة [ ص: 203 ] فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أم سليم ، قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم ، فقالت : الله ورسوله أعلم .

فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه حتى دخلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هلمي يا أم سليم ما عندك ، فأتت بذلك الخبز .

قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الخبز ففت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته ، ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ، ثم قال :
ائذن لعشرة ، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا .



مطابقته للجزء الثاني للترجمة تؤخذ من قوله : " فأدمته " .

والحديث قد مضى في علامات النبوة بطوله ، وفي الصلاة مختصرا عن عبد الله بن يوسف ، وفي الأطعمة عن إسماعيل ، ومضى الكلام فيه .

وأبو طلحة هو زيد بن سهل الأنصاري زوج أم سليم أم أنس بن مالك .

قوله : " عكة " بضم العين المهملة وتشديد الكاف وهي إناء السمن ، قوله : " فأدمته " أي خلطت الخبز بالإدام .

وفيه معجزة لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية