صفحة جزء
72 باب الفهم في العلم
أي : هذا باب في بيان الفهم في العلم ، قال الكرماني : قال الجوهري فهمت الشيء أي علمته ، فالفهم والعلم بمعنى واحد ، فكيف يصح أن يقال " الفهم في العلم " ؟ ثم أجاب بقوله : المراد من العلم المعلوم ، فكأنه قال باب إدراك المعلومات . قلت : تفسير الفهم بالعلم غير صحيح ; لأن العلم عبارة عن الإدراك الكلي والفهم جودة الذهن ، والذهن قوة تقتنص الصور والمعاني وتشمل الإدراكات العقلية والحسية . وقال الليث : يقال فهمت الشيء أي عقلته وعرفته ، ويقال فهم وفهم بتسكين الهاء وفتحها ، وهذا قد فسر الفهم بالمعرفة وهو غير العلم .

فإن قلت : ما وجه المناسبة بين البابين ؟ قلت : من حيث إن الفهم في العلم داخل في قوله عليه الصلاة والسلام " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، وقد مر أن الفقه هو الفهم ; فافهم !

التالي السابق


الخدمات العلمية