صفحة جزء
73 باب الاغتباط في العلم والحكمة
أي : هذا باب في بيان الاغتباط ، وهو افتعال من غبطه يغبطه - من باب ضرب يضرب - غبطا وغبطة ، والغبطة أن يتمنى مثل حال المغبوط من غير أن يريد زوالها عنه ، وليس بحسد ، والحسد أن يتمنى زوال ما فيه . وقال ابن بزرج : غبط يغبط مثال سمع يسمع ، لغة فيه ، وبناء باب الافتعال منها يدل على التصرف والسعي فيها ، والحكمة معرفة الأشياء على ما هي عليه ، فهي مرادفة للعلم ، فالعطف عليه من باب العطف التفسيري إلا أن يفسر العلم بالمعنى الأعم من اليقين المتناول للظن أيضا ، أو تفسر الحكمة بما يتناول سداد العمل أيضا .

وجه المناسبة بين البابين من حيث إن في الباب الأول " الفهم في العلم " وفي هذا الباب " الاغتباط في العلم " ، وكلما زاد فهم الرجل في العلم زادت غبطته فيه ; لأن من زاد فهمه وقوي يزداد نظره فيمن هو أقوى فهما منه ويتمنى أن يكون مثله ، وهو الغبطة .

التالي السابق


الخدمات العلمية