صفحة جزء
910 5 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات .


مطابقته للترجمة ظاهرة

( ذكر رجاله ) وهم خمسة الأول محمد بن عبد الرحيم المشهور بالصاعقة وقد تقدم ، الثاني سعيد بن سليمان الملقب بسعدويه وقد تقدم ، الثالث هشيم بضم الهاء ابن بشير بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة ابن القاسم بن دينار السلمي الواسطي ، الرابع عبيد الله بالتصغير ابن أبي بكر بن أنس ، الخامس جده أنس بن مالك .

[ ص: 275 ] ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد ، والإخبار كذلك في ثلاثة مواضع ، وفيه العنعنة في موضع واحد ، وفيه القول في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه من أفراده وهو بغدادي ، وسعيد وهشيم واسطيان ، وعبيد الله مدني ، وفيه روى سعيد بن سليمان عن هشيم وتابعه أبو الربيع الزهراني عند الإسماعيلي ، وجبارة بن المغلس عند ابن ماجه قال : حدثنا جبارة بن المغلس ، حدثنا هشيم عن عبيد الله ابن أبي بكر ، "عن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم تمرات " ، ورواه عن هشيم قتيبة عند الترمذي ، وأحمد بن منيع عند ابن خزيمة ، وأبو بكر بن أبي شيبة عند ابن حبان وعمرو بن عون عند الحاكم ، فقالوا كلهم : عن هشيم ، عن محمد بن إسحاق ، عن حفص بن عبيد الله بن أنس ، وأعله الإسماعيلي بأن هشيما مدلس ، وقد اختلف عليه فيه ، وابن إسحاق ليس من شرط البخاري ، قلت : هشيم صرح هنا بالإخبار فأمن تدليسه على أن البخاري نزل فيه درجة لأن سعيد بن سليمان من شيوخه ، وقد أخرج هذا الحديث عنه بواسطة لكونه لم يسمعه منه ، وقال صاحب التوضيح : هذا الحديث من أفراد البخاري ، قلت : ليس كذلك لأن ابن ماجه أخرجه أيضا كما ذكرناه عن قريب .

( ذكر معناه ) قوله : "كان لا يغدو" ، وفي لفظ ابن ماجه : "لا يخرج" وفي لفظ ابن حبان والحاكم "ما خرج يوم فطر حتى يأكل تمرات" ، قوله : "حتى يأكل تمرات" ، وفي رواية ابن ماجه "حتى يطعم تمرات" ، وفي لفظ ابن حبان "حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أقل من ذلك أو أكثر وترا" وفي لفظ أحمد "ويأكلهن أفرادا" .

( ذكر ما يستفاد منه ) فيه أن السنة أن لا يخرج إلى المصلى يوم عيد الفطر إلا بعد أن يطعم تمرات وترا ، وله شواهد منها حديث بريدة : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع" أخرجه الترمذي وابن ماجه ، وفي لفظ البيهقي : "فيأكل من كبد أضحيته" ومنها حديث ابن عمر : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى تغدى الصحابة من صدقة الفطر " أخرجه ابن ماجه ، وفي سنده عمرو بن صهبان وهو متروك ، ومنها حديث أبي سعيد الخدري قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى" أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه والبزار في مسنده وزاد : "فإذا خرج صلى ركعتين للناس وإذا رجع صلى في بيته ركعتين ، وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا يعني يوم العيد" ، وروى الترمذي محسنا عن الحارث " عن علي رضي الله تعالى عنه قال : من السنة أن يطعم الرجل يوم الفطر قبل أن يخرج إلى المصلى " ، وأخرجه الدارقطني عنه وعن ابن عباس ، وفي «الموطأ" : "عن ابن المسيب أن الناس كانوا يؤمرون بالأكل قبل الغدو يوم الفطر " ، وعن الشافعي حدثنا إبراهيم بن محمد " أخبرني صفوان بن سليم أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان يطعم قبل أن يخرج إلى الجبانة ، ويأمر به " ، وهذا مرسل ، وقد روي مرفوعا عن علي ورواه الشافعي بمعناه عن ابن المسيب وعروة بن الزبير ، " وعن السائب بن يزيد قال : مضت السنة أن يأكل قبل أن يغدو يوم الفطر" ، وعن أبي إسحاق "عن رجل من الصحابة أنه كان يأمر بالأكل يوم الفطر قبل أن يأتي المصلى" ، وحكاه عن معاوية بن سويد بن مقرن ، وابن مغفل ، وعروة ، وصفوان بن محرز ، وابن سيرين ، وعبد الله بن شداد ، والأسود بن يزيد ، وأم الدرداء ، وعمر بن عبد العزيز ، ومجاهد ، وتميم بن سلمة ، وأبي مخلد ، وعن عبد الله بن نمير "حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يخرج إلى المصلى ، ولا يطعم شيئا" ، وحدثنا هشيم "أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم قال : إن طعم فحسن ، وإن لم يطعم فلا بأس" ، وحكاه الدارقطني عن ابن مسعود "إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل" ، وعن النخعي مثله ، وكان بعض التابعين يأمرهم بالأكل في الطريق ، قال ابن المنذر : والذي عليه الأكثر استحباب الأكل ، ( فإن قلت ) : ما الحكمة في استحباب التمر ؟ ( قلت ) : قيل : لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم ، وهو أيسر من غيره ، ومن ثمة استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقا كالعسل رواه ابن أبي شيبة ، عن معاوية بن قرة ، وابن سيرين وغيرهما ، وروي فيه حكمة أخرى عن ابن عون أنه سئل عن ذلك فقال : إنه يحبس البول ، ( قلت ) : يحتمل أن يكون التعيين في التمر لكونه أيسر الموجود وأكثره وأكثر قوتهم مع ما فيه من الحلو ، وقيل : الحكمة فيه أن النخلة ممثلة بالمسلم ، وقيل : لأنها هي الشجرة الطيبة ، وأما الحكمة في جعلهن وترا فلأنه صلى الله عليه وسلم كان يوتر في جميع أموره استشعارا للوحدانية ، وأما الحكمة في نفس الأكل قبل صلاة عيد الفطر [ ص: 276 ] فلئلا يظن أن الصيام يلزم يوم الفطر إلى أن يصلي صلاة العيد مع التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية