صفحة جزء
926 ( وقال ابن عباس : واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق ) .


قال ابن عباس : " واذكروا الله " إلى آخره رواية كريمة ، وابن شبويه ، ورواية المستملي ، والحموي : ( ويذكروا الله في أيام معدودات ) ، ورواية أبي ذر عن الكشميهني : ( ويذكروا الله في أيام معلومات ) الحاصل من ذلك أن ابن عباس لا يريد به لفظ القرآن ، إذ لفظه هكذا : ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ومراده أن الأيام المعلومات هي العشر الأول من ذي الحجة ، والأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات هي الأيام الثلاثة هي الحادي عشر من ذي الحجة المسمى بيوم النفر ، والثاني عشر ، والثالث عشر المسميان بالنفر الأول والنفر الثاني .

والتعليق المذكور وصله عبد الله بن حميد في تفسيره حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، "عن عمرو بن دينار : سمعت ابن عباس يقول : اذكروا الله في أيام معدودات الله أكبر ، اذكروا الله في أيام معلومات ، الله أكبر ، الأيام المعدودات أيام التشريق ، والأيام المعلومات العشر " ، واختلف السلف في الأيام المعدودات والمعلومات ، فالأيام المعلومات العشر ، والمعدودات أيام التشريق ، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر عند أبي حنيفة رواه عنه الكرخي ، وهو قول الحسن ، وقتادة ، وروي عن علي ، وابن عمر أن المعلومات هي ثلاثة أيام النحر ، والمعدودات أيام التشريق ، وهو قول أبي يوسف ، ومحمد ، سميت معدودات لقلتهن ، ومعلومات لجزم الناس على علمها لأجل فعل المناسك في الحج ، وقال الشافعي : من الأيام المعلومات النحر ، وروي عن علي ، وعمر يوم النحر ويومان بعده ، وبه قال مالك ، قال الطحاوي : وإليه أذهب لقوله تعالى ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، وهي أيام النحر وسميت معدودات لقوله تعالى : واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه وسميت أيام التشريق معدودات لأنه إذا زيد عليها في البقاء كان حصرا لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يبقين مهاجري بمكة بعد قضاء نسكه فوق ثلاث " .

التالي السابق


الخدمات العلمية