صفحة جزء
974 62 - حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، قال: حدثنا منصور، والأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: أتيت ابن مسعود، فقال: إن قريشا أبطؤوا عن الإسلام، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها، وأكلوا الميتة والعظام، فجاءه أبو سفيان، فقال: يا محمد ، جئت تأمر بصلة الرحم، وإن قومك هلكوا، فادع الله تعالى، فقرأ: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم عادوا إلى كفرهم، فذلك قوله تعالى: يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر .


مطابقته للترجمة ظاهرة، وقد سلف هذا الحديث في باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اجعلها سنين كسني يوسف ، فإنه أخرج هناك عن عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، وهاهنا أخرجه عن محمد بن كثير العبدي البصري ، عن سفيان الثوري ، عن منصور ، والأعمش ، كلاهما عن أبي الضحى مسلم بن صبيح ، وقد ذكرنا هناك جميع ما يتعلق به من الأشياء.

قوله: " أتيت ابن مسعود " ، أي عبد الله بن مسعود .

قوله: " أبطؤوا " ، أي تأخروا عن الإسلام، ولم يبادروا إليه.

قوله: " سنة " ، بفتح السين، أي جدب وقحط.

قوله: " فجاءه أبو سفيان " ، يعني: والد معاوية ، واسم أبي سفيان صخر بن حرب الأموي ، وكان مجيئه قبل الهجرة لقول ابن مسعود : ثم عادوا، فذلك قوله: يوم نبطش البطشة الكبرى يوم بدر ، ولم ينقل أن أبا سفيان قدم المدينة قبل بدر .

قوله: " جئت تأمر بصلة الرحم " ، يعني: الذين هلكوا بدعائك من ذوي رحمك، فينبغي أن تصل رحمهم بالدعاء لهم، ولم يقع دعاؤه لهم بالتصريح في هذا السياق.

قوله: بدخان مبين الآية، ليس في رواية أبي ذر ذكر لفظ الآية.

قوله: يوم نبطش البطشة الكبرى زاد الأصيلي في روايته بقية الآية.

قوله: " ثم عادوا " ، يعني: لما كشف الله تعالى عنهم عادوا إلى كفرهم ، فابتلاهم الله بيوم البطشة، أي يوم بدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية