صفحة جزء
985 وقال غيره: صاب، وأصاب يصوب


أي قال غير ابن عباس صاب، كأنه يشير به إلى أن اشتقاقه من الأجوف الواوي ولكن لا يقال: أصاب يصوب، وإنما يقال: صاب يصوب، وأصاب يصيب، وقال بعضهم: لعله كان في الأصل صاب وانصاب كما حكاه صاحب المحكم، فسقطت النون. (قلت): لا يزول بهذا الإشكال، بل زاد الإشكال إشكالا; لأنه لا يقال: انصاب يصوب، بل يقال: انصاب ينصاب انصبابا، والظاهر أن النساخ قدموا لفظة أصاب على لفظة يصوب، وما كان إلا صاب يصوب، وأصاب، وأشار به إلى الثلاثي المجرد، والمزيد فيه، وقد قلنا: إنه أجوف واوي، وأصل صاب صوب قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ويصوب أصله يصوب بسكون الصاد، وضم الواو فاستثقلت الضمة على الواو، فنقلت إلى ما قبلها فصار يصوب، وأصل صيب صيوب اجتمعت الواو، والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء كسيد، وميت، ويقال: مطر صيب وصيوب وصوب.

التالي السابق


الخدمات العلمية