صفحة جزء
82 باب فضل العلم
أي هذا باب في بيان فضل العلم ، وجه المناسبة بين البابين ظاهر لأن المذكور في كل منهما العلم ولكن في كل واحد بصفة من الصفات ، ففي الأول بيان رفعه ، وفي هذا بيان فضله ، ولا يقال إن هذا الباب مكرر لأنه ذكره مرة في أول كتاب العلم ; لأنا نقول هذا الباب بعينه ليس بثابت في أول كتاب العلم في عامة النسخ ، ولئن سلمنا وجوده هناك فالمراد التنبيه على فضيلة العلماء وهاهنا التنبيه على فضيلة العلم ، وقد حققنا الكلام هناك كما ينبغي ، وقال بعضهم : الفضل ها هنا بمعنى الزيادة أي ما فضل عنه ، والفضل الذي تقدم في أول كتاب العلم بمعنى الفضيلة فلا يظن أنه كرره ، قلت : لم يبوب البخاري هذا الباب لبيان أن الفضل بمعنى الزيادة ، ولم يقصد به الإشارة إلى معناه اللغوي بل قصده من التبويب بيان فضيلة العلم ، ولا سيما الباب من جملة أبواب كتاب العلم ، فإن كان القائل أخذ ما قاله من قوله عليه السلام في الحديث " ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب " فإنه لا دخل له في الترجمة فإنها ليست في بيان إعطاء النبي عليه السلام فضله لعمر رضي الله عنه ، وإنما ترجمته في بيان فضل العلم وشرف قدره ، واستنبط البخاري بأن إعطاءه عليه السلام فضله لعمر عبارة عن العلم ، وهو عين الفضيلة لأنه جزء من النبوة ، وما فضل عنه عليه السلام فضيلة وشرف وقد فسره بالعلم فدل على فضيلة العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية