صفحة جزء
8 (وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله)
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بالغين المعجمة والفاء ابن حبيب بن شمخ بن مخزوم، ويقال: ابن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هزيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان.

أبو عبد الرحمن الهذلي، وأمه أم عبد بنت عبدود بن سواء من هذيل أيضا لها صحبة، أسلم بمكة قديما وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو صاحب نعل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، كان يلبسه إياها فإذا جلس أدخلها في ذراعه، روي له عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثمانمائة حديث وثمانية وأربعون حديثا، اتفقا منها على أربعة وستين وانفرد البخاري بأحد وعشرين ومسلم بخمسة وثلاثين، مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: بالكوفة. والأول أصح، وصلى عليه عثمان، وقيل: الزبير، وقيل: عمار بن ياسر، روى له الجماعة وأخرج هذا الأثر رستة بسند صحيح عن أبي زهير، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة ، عنه . قال: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله . ثم قال: وحدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان بمثله. وأخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد حديثه مرفوعا ولا يثبت رفعه، وروى أحمد في كتاب الزهد، عن وكيع، عن شريك، عن هلال، عن عبد الله بن حكيم قال: سمعت ابن مسعود رضي الله عنه يقول في دعائه: اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها.

قوله " اليقين " هو العلم وزوال الشك، يقال منه يقنت الأمر بالكسر يقينا، وأيقنت واستيقنت وتيقنت، كله بمعنى، وأنا على يقين منه، وذلك عبارة عن التصديق وهو أصل الإيمان فعبر بالأصل عن الجميع، كقوله " الحج عرفة " يعني أصل الحج ومعظمه عرفة، وفيه دلالة على أن الإيمان يتبعض لأن كلا وأجمعا لا يؤكد بهما إلا ذو أجزاء يصح افتراقها حسا أو حكما، فعلم أن للإيمان كلا وبعضا فيقبل الزيادة والنقصان.

واعلم أن اليقين من الكيفيات النفسانية، وهو في الإدراكات الباطنة من قسم التصديقات التي متعلقها الخارجي لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه، وهو علم بمعنى اليقين.

التالي السابق


الخدمات العلمية