صفحة جزء
88 باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله
أي هذا باب في بيان الرحلة وهو بكسر الراء ، الارتحال من رحل يرحل إذا مضى في سفر ، ورحلت البعير أرحله رحلا إذا شددت عليه الرحل ، وهو للبعير أصغر من القتب ، وهو من مراكب الرجال دون النساء ، وقال بعضهم : الرحلة بالكسر من الارتحال ، قلت : المصدر لا يشتق من المصدر ، وقال ابن قرقول : الرحلة بكسر الراء ضبطناه عن شيوخنا ، ومعناه الارتحال ، وحكى أبو عبيدة ضمها ، قلت : الرحلة بالضم الوجه الذي تريده ، قال أبو عمرو : يقال أنتم رحلتي أي الذي ارتحل إليهم ، وقال الأموي : الرحلة بالضم جودة الشيء ، وفي العباب بعير مرحل بكسر الميم وذو رحلة إذا كان قويا على السير ، قاله الفراء ، قوله “ وتعليم أهله " بالجر عطف على الرحلة ، وهذا اللفظ في رواية كريمة وليس في رواية غيرها ، والصواب حذفه لأنه يأتي في باب آخر .

فإن قلت : قد تقدم باب الخروج في طلب العلم وهذا الباب أيضا بهذا المعنى فيكون تكرارا ، قلت : ليس بتكرار بل بينهما فرق لأن هذا لطلب العلم في مسألة خاصة وقعت للشخص ونزلت به ، وذاك ليس كذلك ، فإن قلت : ما وجه المناسبة بين البابين ؟ قلت : من حيث إن المذكور في الباب الأول التحريض على العلم والمحرض من شدة تحرضه قد يرحل إلى المواضع لطلب العلم ولا سيما لنازلة تنزل به .

التالي السابق


الخدمات العلمية