صفحة جزء
1047 131 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عامر بن ربيعة أخبره قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على الراحلة يسبح يومئ برأسه قبل أي وجه توجه، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة.

وقال الليث : حدثني يونس عن ابن شهاب قال: قال سالم : كان عبد الله يصلي على دابته من الليل وهو مسافر ما يبالي حيث كان وجهه. قال ابن عمر: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبح على الراحلة قبل أي وجه توجه ويوتر عليها، غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة .
مطابقته للترجمة في قوله: "ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك في الصلاة المكتوبة " وفي قوله: " غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة " وهذا الحديث قد تقدم قبل بابين في "باب يصلي المغرب ثلاثا في السفر" فانظر التفاوت بينهما في السند والمتن.

وعقيل بضم العين هو ابن خالد الأيلي ، وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري ، ويونس هو ابن يزيد الأيلي .

قوله: " وهو على الراحلة " جملة حالية، وكذلك قوله: " يسبح " حال من النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعناه: يصلي صلاة النفل، وقال بعضهم: التسبيح حقيقة في قوله: سبحان الله، فإذا أطلق على الصلاة فهو من باب إطلاق اسم البعض على الكل.

( قلت ): ليس الأمر كذلك، [ ص: 141 ] وإنما التسبيح في الحقيقة التنزيه من النقائض، ثم يطلق على غيره من أنواع الذكر مجازا كالتحميد والتمجيد وغيرهما، وقد يطلق على صلاة التطوع فيقال: سبحة، وهو من أنواع المجاز من قبيل إطلاق الجزء على الكل، وقال هذا القائل أيضا: أو لأن المصلي منزه لله سبحانه وتعالى بإخلاص العبادة، والتسبيح التنزيه، فيكون من باب الملازمة.

( قلت ): ليت شعري ما مراده من الملازمة، فإن كانت اصطلاحية فهي تستدعي اللازم والملزوم، فما اللازم هنا وما الملزوم ؟ وإن أراد غير ذلك فعليه بيانه، وهذا الوجه أيضا يقتضي أن لا يختص بالنافلة، والحال أن إطلاق هذا مخصوص بالنافلة حيث قال: وأما اختصاص ذلك بالنافلة فهو عرف شرعي، وتحرير ذلك ما قاله ابن الأثير : وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح ; لأن التسبيحات في الفرائض نوافل، فقيل لصلاة النافلة سبحة ; لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة.

قوله: " قبل " أي: وجه، بكسر القاف وفتح الباء الموحدة، أي: مقابل، أي: جهة. قوله: " وقال الليث " قد ذكرنا في "باب يصلي في السفر" أن الإسماعيلي وصله.

التالي السابق


الخدمات العلمية