صفحة جزء
1180 ( وقيل لوهب بن منبه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة ؟ قال : بلى ، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك ) .
وهب بن منبه مر في كتاب العلم ، وهذا القول وقع في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره البيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن : " إنك ستأتي أهل كتاب يسألونك عن مفتاح الجنة ، فقل : شهادة أن لا إله إلا الله ، ولكن مفتاح بلا أسنان ، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك ، وإلا لم يفتح لك " .

وذكر أبو نعيم الأصفهاني في كتابه أحوال الموحدين أن أسنان هذا المفتاح هي الطاعات الواجبة من القيام بطاعة الله تعالى وتأديتها والمفارقة لمعاصي الله تعالى ومجانبتها . قلت : قد ذكرنا أحاديث فيما مضى تدل على أن قائل لا إله إلا الله يدخل الجنة ، وليست مقيدة بشيء غاية ما في الباب جاء في حديث آخر أن هذه الكلمة مفتاح الجنة ، والظاهر أن قيد المفتاح بالأسنان مدرج في الحديث ، وذكر المفتاح ليس على الحقيقة ، وإنما هو كناية عن التمكن من الدخول عند هذا القول ، وليس المراد منه المفتاح الحقيقي الذي له أسنان ولا يفتح إلا بها ، وإذا قلنا : المراد من الأسنان الطاعات يلزم من ذلك أن من قال : لا إله إلا الله واستمر على ذلك إلى أن مات ، ولم يعمل بطاعة - أنه لا يدخل الجنة ، وهو مذهب الرافضة والإباضية وأكثر الخوارج ; فإنهم يقولون : إن أصحاب الكبائر والمذنبين من المؤمنين يخلدون في النار بذنوبهم ، والقرآن ناطق بتكذيبهم ; قال الله تعالى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وحديث الباب أيضا يكذبهم ، وفي صحيح مسلم من حديث عثمان مرفوعا : " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة "

التالي السابق


الخدمات العلمية