صفحة جزء
1234 باب رثا النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة
أي : هذا باب في بيان رثاء النبي صلى الله عليه وسلم الرثاء بكسر الراء وتخفيف الثاء المثلثة ممدودا من رثيت الميت مرثية إذا عددت محاسنه ، ورثأت بالهمزة لغة فيه ، ويروى باب رثى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سعد بن خولة بلفظ الماضي ، فعلى هذا لفظ باب منون مقطوع عن الإضافة ، ويروى باب رثى النبي صلى الله عليه وسلم بالقصر ، وسعد بن خولة منصوب على كل حال على المفعولية ، وفي الوجهين المصدر مضاف إلى فاعله ، وهو لفظ النبي مجرور بالإضافة ، وفي الوجه الثالث وهو كونه ماضيا يكون لفظ النبي مرفوعا على الفاعلية ، وذكر الكرماني وجها آخر وهو أن تكون الراء مفتوحة والثاء ساكنة وفي آخره ياء مصدر من رثى يرثي رثيا . فإن قلت : روى أحمد وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المراثي " وصححه الحاكم فإذا نهى عنه كيف يفعله ؟ قلت : ليس مراده من هذه الترجمة أنه من باب المراثي ، وإنما هو إشفاق من النبي صلى الله عليه وسلم من موت سعد بن خولة بمكة بعد هجرته منها ، فكأنه توجع عليه وتحزن من ذلك ، وهذا مثل قول القائل للحي : أنا أرثي لك مما يجري عليك كأنه يتحزن له . وأيضا فقد ذكر القرطبي أن الذي قال يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم غير النبي صلى الله عليه وسلم هذا ظاهره ، وقيل : هو من قول سعد بن أبي وقاص جاء ذلك في بعض طرقه ، وأكثر الناس أن ذلك من قول الزهري . وسعد بن خولة بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو من بني عامر بن لؤي ، وقيل : حليف لهم ، وقيل : مولى ابن أبي رهم العامري من السابقين ، بدري توفي عن سبيعة الأسلمية سنة عشر بمكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية