صفحة جزء
1243 63 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : أخبرتني عمرة قالت : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : لما جاء قتل زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس النبي صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن وأنا أطلع من شق الباب فأتاه رجل فقال : يا رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره بأن ينهاهن ، فذهب الرجل ثم أتى فقال : قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه ، فأمره الثانية أن ينهاهن فذهب ثم أتى فقال : والله لقد غلبنني أو غلبننا الشك من محمد بن حوشب ، فزعمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فاحث في أفواههن من التراب فقلت : أرغم الله أنفك فوالله ما أنت بفاعل ، وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء .
مطابقته للترجمة في قوله : " فأمره بأن ينهاهن " وفي قوله : " فاحث في أفواههن من التراب " فإن فيه زجرا عن ذلك ، وقد مر الحديث قبل هذا الباب بأربعة أبواب في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن .

وأخرجه هناك عن محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب إلى آخره ، وقد مضى الكلام فيه هناك مستقصى وحوشب بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخره باء موحدة على وزن جعفر ، ومحمد هذا طائفي نزل الكوفة قال بعضهم : ذكر الأصيلي أنه لم يرو عنه غير البخاري وليس كذلك ، بل روى عنه أيضا محمد بن مسلم بن وارة كما ذكره المزي في التهذيب . قلت : مراد الأصيلي أنه لم يرو عنه غيره من أصحاب الكتب الستة . قوله : " أي رسول الله " يعني يا رسول الله .

قوله : " إن نساء جعفر " خبر إن محذوف يدل عليه قوله : " فذكر بكاءهن " . قوله : " الشك من محمد بن حوشب " من كلام البخاري ونسبه هنا إلى جده . قوله : " ما أنت بفاعل " أي : لما أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهي الواجب . قوله : " من العناء " أي من جهة العناء وهو التعب أو خاليا منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية