صفحة جزء
1261 ( باب من انتظر حتى يدفن )
أي هذا باب في بيان ثواب من انتظر الميت أي لم يفارقه حتى يدفن ، يعني إلى أن يدفن ، وإنما لم يذكر جواب الشرط اكتفاء بما ذكر في الحديث ، وقيل : إنما لم يذكر توقفا عن إثبات الاستحقاق بمجرد الانتظار إن خلا عن الاتباع ، ( فإن قلت ) : لفظ الحديث ( من شهد الجنازة ) فلم عدل عنه إلى لفظ الانتظار ؟ ( قلت ) : قيل : لينبه على أن المقصود من الشهود إنما هو معاضدة أهل الميت والتصدي لمعونتهم ، وذلك من المقاصد المعتبرة ، وقال بعضهم : اختار لفظ الانتظار لكونه أعم من المشاهدة انتهى . وفي كل واحد منهما نظر ، أما الأول : فلأنه إذا عاضد أهل الميت وتصدى لمعونتهم ولم يصل لا يستحق القيراط الموعود به ، وكذلك إذا صلى ولم يحضر الدفن لا يستحق القيراطين الموعود بهما ، وإنما يستحق قيراطا واحدا فعلم من ذلك أن المقصود من الشهود ليس مجرد الشهود لأجل ما ذكره ، وأما الثاني فلا نسلم أن الانتظار أعم من المشاهدة لأنه ليس بين مفهوميهما عموم وخصوص ، والصواب أن يقال : إنما اختار لفظ الانتظار إشارة إلى ما ورد في بعض طرقه بلفظ الانتظار في رواية البزار رحمه الله تعالى ( فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط ) رواه ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية