صفحة جزء
116 باب السمر في العلم .
أي هذا باب في بيان السمر في العلم ، هذه رواية أبي ذر بإضافة الباب إلى السمر ، وفي رواية غيره : باب السمر في العلم ، بتنوين الباب وقطع الإضافة وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف كما ذكرنا ، والسمر مبتدأ ، وفي العلم في محل الصفة ، والخبر محذوف تقديره هذا باب فيه السمر بالعلم أي بيان السمر بالعلم ، و” السمر " بفتح الميم هو الحديث بالليل ، ويقال : السمر بإسكان الميم .

وقال عياض : الأول هو الرواية ، وقال ابن سراج : الإسكان أولى وضبطه بعضهم به وأصله لون القمر ; لأنهم كانوا يتحدثون إليه ومنه الأسمر لشبهه بذلك اللون ، وقال غيره : السمر بالفتح الحديث بالليل ، وأصله لا أكلمه السمر والقمر أي الليل والنهار .

وفي العباب : السمر المسامرة ، أي الحديث بالليل وقد سمر يسمر ، وهو سامر والسامر أيضا السمار ، وهم القوم يسمرون كما يقال للحجاج حاج ، كما قال الله تعالى : سامرا تهجرون أي سمارا يتحدثون ، والسمر الليل والسمير الذي يسامرك ، وابنا سمير الليل والنهار ; لأنه يسمر فيهما ، ويقال : أفعله ما سمر ابنا سمير أي أبدا ، ويقال : السمر الدهر ، وابناه الليل والنهار . ولا أفعله سمير الليالي وسجيس الليالي أي ما دام الناس يسمرون في ليلة قمراء .

وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول العلم والعظة بالليل ، وقد كان التحدث بعد العشاء منهيا ، وهو السمر ، والمذكور في هذا الباب هو السمر بالعلم ، ونبه بهما على أن السمر المنهي عنه إنما هو فيما لا يكون من الخير ، وأما السمر بالخير فليس بمنهي بل هو مرغوب ، فافهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية