صفحة جزء
1265 ( ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ، ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول : ألا هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه الآخر : بل يئسوا فانقلبوا )
مطابقة هذا للترجمة من حيث إن هذه القبة المضروبة لم تخل عن الصلاة فيها ، واستلزم ذلك اتخاذ المسجد عند القبر ، وقد يكون القبر في جهة القبلة فتزداد الكراهة . وقال ابن بطال : ضربت القبة على الحسن وسكنت فيها وصلت فيها فصارت كالمسجد ، وأورد البخاري ذلك دليلا على الكراهة ، وكره أحمد أن يضرب على

القبر فسطاطا ، وأوصى إبراهيم مرة أن لا تضربوا علي فسطاطا ، وقال ابن حبيب : ضربه على قبر المرأة أفضل من ضربه على قبر الرجل ، وضرب عمر رضي الله تعالى عنه على قبر زينب بنت جحش ، وقال ابن التين : وممن كره ضربه على قبر الرجل ابن عمر وأبو سعيد وابن المسيب ، وضربت عائشة على قبر أخيها فنزعه ابن عمر ، وضربه محمد بن الحنفية على قبر ابن عباس ، وقال ابن حبيب : أراه في اليوم واليومين والثلاثة واسعا إذا خيف من نبش أو غيره ، والحسن بن الحسن بلفظ التكبير فيهما ابن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أحد أعيان بني هاشم فضلا وخبرا مات سنة سبع وتسعين ، وامرأته فاطمة بنت حسين بن علي وهي التي حلفت له

[ ص: 135 ] بجميع ما تملكه أنها لا تزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ثم تزوجته فأولدها محمد الديباج .

قوله : ( قبة ) بضم القاف وتشديد الباء الموحدة ، قال الجوهري : القبة بالضم من البناء والجمع قبب وقباب ، وقال ابن الأثير : القبة من الخيام بيت صغير مستدير وهو من بيوت العرب ، وضرب القبة نصبها وإقامتها على أوتاد مضروبة في الأرض ، وجاء في رواية المغيرة بن مقسم : لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطا وأقامت عليه سنة ، قال الجوهري : الفسطاط بيت من شعر ، وفي المغرب هو خيمة عظيمة ، وفي الباهر هو مضرب السلطان الكبير وهو السرادق أيضا ، وقال الزمخشري : هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق ، وقال ابن قرقول : هو الخباء ونحوه ، وقال ابن السكيت : فسطاط بضم الفاء وفسطاط بكسرها وفستاط وفستاط وفساط وفساط والجمع فساطيط وفساسيط ، وفي الباهر وفساتيط .

قوله : ( ثم رفعت ) على بناء الفاعل بفتح الراء وبضمها أيضا على بناء المفعول . قوله ( فسمعت ) ويروى ( فسمعوا ) ، قوله : ( ما فقدوا ) ويروى ( ما طلبوا ) ، قوله : ( فأجابه آخر ) أي صائح آخر ، وقال ابن التين : يحتمل أن يكون هذان الصائحان من مؤمني الجن أو من الملائكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية