صفحة جزء
1284 ( باب الإذخر والحشيش في القبر )
أي هذا باب في بيان استعمال الإذخر والحشيش في الفرج التي تتخلل بين اللبنات في القبر .

( فإن قلت ) : ليس في حديث الباب ذكر الحشيش فلم ذكره ؟ ( قلت ) : نبه به على إلحاقه بالإذخر لأن المراد باستعمال الإذخر هو ما ذكرناه لا التطيب فيكون الحشيش في معناه ، كما أن المسك وما جانسه من الطيب في الحنوط داخل في معنى إباحة الكافور للميت ، ثم الإذخر [ ص: 161 ] بكسر الهمزة وكسر الخاء المعجمة وفي آخره راء ، وهو نبت معلوم وله أصل مندفن وقضبان دقاق ذفر الريح ، وهو مثل الأسل أسل الكولان إلا أنه أعرض وأصغر كعوبا ، وله ثمرة كأنها مكاميع القصب إلا أنها أرق وأصغر .

وقال أبو زياد : الإذخر يشبه في نباته الغرز ، والغرز نباته نبات الأسل الذي يعمل منه الحصر ، والإذخر أدق منه وله كعوب كثيرة ، وهو يطحن فيدخل في الطيب . وقال أبو النصر : هو من الذكور ، وإنما الذكور من البقل وليس الإذخر من البقل ، وله أرومة فينبت فيها فهو بالحلبة أشبه . وقال أبو عمر : هو من الحلبة ، وقلما ينبت الإذخر منفردا ، وهو ينبت في السهول والحزون وإذا جف الإذخر ابيض . وفي شرح ألفاظ المنصوري : الإذخر خشب يجلب من الحجاز وبالمغرب صنف منه ، قيل : هذا أصح ما قيل في الإذخر ، ويدل عليه قول عباس لبيوتهم وقبورهم ، فإن البيوت ما تسقف إلا بالخشب ولا يجعل على اللحود إلا الخشب .

( قلت ) : قد ذكرنا أنه تنسد به الفرج التي تتخلل بين اللبنات بدليل قوله : والحشيش ، فإن الحشيش لا يسقف به لأنه غير متماسك لا رطبا ولا يابسا .

التالي السابق


الخدمات العلمية