صفحة جزء
1289 ( وكان ابن عباس رضي الله عنهما مع أمه من المستضعفين ولم يكن مع أبيه على دين قومه )
أي وكان عبد الله بن عباس مع أمه لبابة بنت الحارث الهلالية من المستضعفين ، وهذا تعليق وصله البخاري في هذا الباب حيث قال : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان قال : قال عبيد الله سمعت ابن عباس يقول : كنت أنا وأمي من المستضعفين ، أنا من الولدان وأمي من النساء ، وأراد بقوله من المستضعفين قوله تعالى : ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) وهم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة فبقوا بين أظهرهم مستضعفين يلقون منهم الأذى الشديد .

قوله : ( ولم يكن مع أبيه ) أي ولم يكن ابن عباس مع أبيه عباس على دين قومه المشركين ، وهذا من كلام البخاري ذكره مستنبطا ، ولكن هذا مبني على أن إسلام العباس كان بعد وقعة بدر . ( فإن قلت ) : روى ابن سعد من حديث ابن عباس أنه أسلم قبل الهجرة وأقام بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - له في ذلك لمصلحة المسلمين ، ( قلت ) : هذا في إسناده الكلبي وهو متروك ، ويرده أيضا أن العباس أسر ببدر وفدى نفسه على ما يجيء في المغازي إن شاء الله تعالى ، ويرده أيضا أن الآية التي في قصة المستضعفين نزلت بعد بدر بلا خلاف ، وكان شهد بدرا مع المشركين ، وكان خرج إليها مكرها وأسر يومئذ ثم أسلم بعد ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية