صفحة جزء
1289 ( وقال سالم : سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول : انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد ، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد ، فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل ، فقالت لابن صياد : يا صاف - وهو اسم ابن صياد - هذا محمد ، فثار ابن صياد ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لو تركته بين )
هذا من تتمة حديث عبد الله بن عمر السابق ، هكذا هو في رواية الجمهور ، سالم سمعت ابن عمر ، وكذا هو في رواية مسلم ، وقال سالم بن عبد الله : سمعت عبد الله بن عمر يقول : انطلق بعد ذلك إلى آخره نحوه ، وحكى القاضي أنه سقط في رواية ابن ماهان ابن عمر ، وقال : الصواب رواية المجهول بالاتصال ، قوله : ( انطلق بعد ذلك ) أي بعد انطلاقه صلى الله عليه وسلم مع عمر في رهط قبل ابن صياد ، كما مر في أول الحديث ، قوله : ( أبي بن كعب ) أي وانطلق أبي بن كعب معه إلى النخل ، قوله : ( وهو يختل ) الواو فيه للحال ويختل بكسر التاء المثناة من فوق بعد الخاء المعجمة أي يخدع ، ومعناه يستغفله ليسمع من كلامه شيئا ليعلم به حاله أهو كاهن أو ساحر ؟ قوله : ( قبل أن يراه ابن صياد ) أي قبل أن يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن صياد ليسمع كلامه في خلوته ويعلم هو وأصحابه حاله ، قوله : ( وهو مضطجع ) الواو فيه للحال ، قوله : ( في قطيفة ) هي كساء له خمل ، والجمع قطائف ، هذا هو القياس ، وقال ابن جني : وقد كسر على قطوف ، وفي ( الصحاح ) : الجمع قطائف وقطف مثل صحائف وصحف ، وقال : كأنهما جمع قطيف وصحيف ، قوله : ( رمزة ) واختلف في ضبطها ، فقال ابن قرقول : رمزة أو زمرة كذا للبخاري ، وعند أبي ذر : زمرة بتقديم الزاي ، وقال البخاري : له فيها رمزة أو زمرة على الشك في تقديم الراء على الزاي أو تأخيرها ، ولبعضهم رمرمة أو زمزمة على الشك هل هو براءين أو زاءين مع زيادة ميم فيهما ، ومعنى هذه الألفاظ كلها متقاربة ، وقال الخطابي : الزمزمة تحريك الشفتين بالكلام ، وقال غيره : هو كلام العلوج ، وهو صوت من الخياشيم والحلق لا يتحرك فيه اللسان والشفتان ، والرمزة صوت خفي بكلام لا يفهم ، والزمرة بتقديم الزاي صوت من داخل الفم ، وقال عياض : جمهور رواة مسلم بالمعجمتين وأنه في بعضها براء أولا وزاي آخرا وحذف الميم الثانية وهو صوت خفي لا يكاد يفهم أو لا يفهم ، قوله : ( وهو يتقي ) الواو فيه للحال أي يخفي نفسه بجذوع النخل حتى لا تراه أم ابن صياد ، قوله : ( فثار ابن صياد ) بالثاء المثلثة وفي آخره راء أي قام مسرعا ، وهكذا هو ، وفي رواية الكشميهني : " فثاب " بباء موحدة أي رجع عن الحالة التي كان فيها ، قوله : ( لو تركته ) أي لو تركت أم ابن صياد ابنه ابن صياد لبين ابن صياد لكم باختلاف كلامه ما يهون عليكم شأنه ، وفي ( التوضيح ) : لو وقف عليه من يتفهم كلامه لبين من قوله ذلك الزمزمة فيعرف ما يدعي [ ص: 175 ] من الكذب ، وهو أظهر من دعواه أنه رسول الله ، وفي مسلم وفي الحديث عن يعقوب قال : قال أبي يعني في قوله : لو تركته بين قال : لو تركته أمه بين أمره ، ويعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد أحد رواة هذا الحديث ، عن أبيه ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : انطلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه رهط من أصحابه وفيهم عمر بن الخطاب حتى وجد ابن صياد غلاما قد قارب الحلم يلعب مع الغلمان عند أطم بني معاوية ، الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية