صفحة جزء
1295 [ ص: 183 ] ( ورأى ابن عمر رضي الله عنهما فسطاطا على قبر عبد الرحمن فقال : انزعه يا غلام فإنما يظله عمله )
وجه إدخال أثر ابن عمر في هذه الترجمة من حيث إنه كان يرى أن وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - الجريدتين على القبرين خاص بهما ، وأن بريدة حمله على العموم ، فلذلك عقب أثر بريدة بأثر عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ، وعبد الرحمن هو ابن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما بينه ابن سعد في روايته له موصولا من طريق أيوب بن عبد الله بن يسار قال : مر عبد الله بن عمر على قبر عبد الرحمن بن أبي بكر أخي عائشة رضي الله تعالى عنهم وعليه فسطاط مضروب فقال : يا غلام انزعه فإنما يظله عمله ، قال الغلام : تضربني مولاتي قال : كلا فنزعه ، قوله : ( انزعه ) أي اقلعه ، وكان الغلام الذي خاطبه عبد الله غلام عائشة أخت عبد الرحمن ، قوله : ( فإنما يظله ) أي لا يظله الفسطاط بل يظله العمل الصالح ، فدل هذا على أن نصب الخيام على القبر مكروه ، ولا ينفع الميت ذلك ولا ينفعه إلا عمله الصالح الذي قدمه ، وتفسير الفسطاط قد مر مستوفى في باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور .

التالي السابق


الخدمات العلمية