صفحة جزء
1298 ( باب ما جاء في قاتل النفس )
أي هذا باب في بيان ما جاء من الأخبار في حق قاتل النفس ، قيل : مقصود الترجمة حكم قاتل النفس والمذكور في الباب حكم قاتل نفسه فهو أخص من الترجمة ، ولكنه أراد أن يلحق بقاتل نفسه قاتل غيره من باب الأولى . ( قلت ) : قوله قاتل النفس أعم من أن يكون قاتل نفسه وقاتل غيره ، فهذا اللفظ يشمل القسمين فلا يحتاج في ذلك إلى دعوى الأخصية ولا إلى إلحاق قاتل الغير بقاتل نفسه ، ولا يلزم أن يكون حديث الباب طبق الترجمة من سائر الوجوه ، بل إذا صدق الحديث على جزء ما صدقت عليه الترجمة كفى ، وقيل : عادة البخاري إذا توقف في شيء ترجم عليه ترجمة مبهمة ، كأنه ينبه على طريق الاجتهاد ، وقد نقل عن مالك أن قاتل النفس لا تقبل توبته ، ومقتضاه أن لا يصلى عليه . ( قلت ) : لا نسلم أن هذه الترجمة مبهمة ، والإبهام من أين جاء وهي ظاهرة في تناولها القسمين المذكورين كما ذكرنا ، وقال بعضهم : لعل البخاري أشار بذلك إلى ما رواه أصحاب السنن من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " أتي برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه " وفي رواية للنسائي : " أما أنا فلا أصلي عليه " لكنه لما لم يكن على شرطه أومأ إليه بهذه الترجمة ، وأورد فيها ما يشبهه من قصة قاتل نفسه . ( قلت ) : توجيه كلام البخاري في الترجمة بالتخمين لا يفيد ، وكلامه ظاهر لا يحتاج إلى هذا التكلف والوجه ما ذكرناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية