صفحة جزء
1303 123 - حدثنا حفص بن عمر قال : حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت
مطابقته للترجمة من حيث إن أصل الحديث في عذاب القبر كما صرح به في الرواية الثانية عن محمد بن بشار ، وفيها : وزاد " يثبت الله الذين آمنوا " ، نزلت في عذاب القبر .

( ذكر رجاله ) : وهم خمسة ; الأول : حفص بن عمر بن الحارث الحوضي النمري الأزدي . الثاني : شعبة بن الحجاج . الثالث : علقمة - بفتح العين المهملة وسكون اللام - ابن مرثد ; بفتح الميم وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة . الرابع : سعد بن عبيدة - بضم العين المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف - مر في آخر الوضوء . الخامس : البراء - بتخفيف الراء - ابن عازب رضي الله تعالى عنه .

( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه أن شيخه من أفراده وهو بصري وشعبة واسطي وعلقمة وسعد كوفيان ، وفيه شعبة عن علقمة معنعن وفي التفسير صرح بالإخبار عنه ، وكذلك صرح أيضا بالسماع بين علقمة وسعد .

( ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره ) : أخرجه البخاري أيضا في الجنائز عن بندار عن غندر ، وفي التفسير عن أبي الوليد . وأخرجه مسلم في صفة النار عن بندار به ، وأخرجه أبو داود في السنة عن أبي الوليد به ، وأخرجه الترمذي في التفسير عن محمود بن غيلان وقال : حسن صحيح . وأخرجه النسائي في الجنائز وفي التفسير ، وأخرجه ابن ماجه في الزهد ; جميعا عن بندار به .

( ذكر معناه ) : قوله ( أتي ) بضم الهمزة ; أي حال كونه مأتيا إليه ، والآتي الملكان منكر ونكير .

قوله ( ثم شهد ) ، كذا هو في رواية الأكثرين ، وفي رواية الحموي والمستملي " ثم تشهد " ، وفي رواية الإسماعيلي عن أبي خليفة عن حفص بن عمر شيخ البخاري : إن المؤمن إذا شهد أن لا إله إلا الله وعرف محمدا في قبره فذلك قوله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت وأخرجه ابن مردويه من هذا الوجه وغيره بلفظ : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر عذاب القبر فقال : إن المسلم إذا شهد أن لا إله إلا الله وعرف أن محمدا رسول الله . . . الحديث .

قوله ( فذلك قوله ) ; يعني قول المؤمن لا إله إلا الله هو قوله تعالى : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت والقول الثابت هو كلمة التوحيد لأنها راسخة في قلب المؤمن ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه : " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " لا إله إلا الله ، " وفي الآخرة " قال : المسألة في القبر . وقال قتادة : أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وفي الآخرة في القبر . وكذا روي عن غير واحد من السلف ، وذكر ابن كثير في تفسيره عن حماد بن سلمة أنه قال : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " ، قال : ذلك إذا قيل له في القبر : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد جاء بالبينات من عند الله فآمنت به وصدقت . فيقال : صدقت ، على هذا عشت ، وعليه مت ، وعليه تبعث . وقال أيضا : قال سفيان الثوري عن أبي خيثمة عن البراء في قوله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا " ، قال : عذاب القبر .

التالي السابق


الخدمات العلمية