صفحة جزء
122 باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله
أي هذا باب في بيان ما يستحب للعالم إذا سئل .. إلخ ، وكلمة ما موصولة ، ويجوز أن تكون مصدرية ، والتقدير : استحباب العالم ، وكلمة " إذا " ظرفية فتكون ظرفا لقوله " يستحب " ، والفاء في قوله " فيكل " تفسيرية على أن قوله " يكل " في قوة المصدر بتقدير أن ، والتقدير : ما يستحب وقت السؤال هو الوكول ، ويجوز أن تكون " إذا " شرطية و” الفاء " حينئذ داخلة على الجزاء والتقدير : فهو يكل ، والجملة بيان لما يستحب ، قوله “ أي الناس " أي أي شخص من أشخاص الإنسان أعلم من غيره ، وروي : إذا سئل أي الناس أعلم أن يكل ، و” أن " مصدرية ، والتقدير : باب استحباب وكول العالم العلم إلى الله تعالى وقت السؤال عنه ، أي الناس أعلم .

قوله " يكل " أصله يوكل ; لأنه من وكل الأمر إلى نفسه وكلا ، ووكولا وهذا أمر موكول إلى رأيك ، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة كما في " يعد " ونحوه ، ومعنى أصل التركيب يدل على اعتماد غيرك في أمرك .

وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول لزوم الإنصات للعالم ، وهو في الحقيقة وكول أمره إليه في حالة السماع ، وكذلك ها هنا لزوم وكول الأمر إلى الله تعالى إذا سئل عن الأعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية