صفحة جزء
1323 ( باب ما جاء في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر رضي الله عنهما )
أي هذا باب في بيان ما جاء في صفة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفة قبر أبي بكر الصديق وعمر الفاروق من كون قبرهم في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها وكونه مسنما أو غير مسنم ، وكونه بارزا أو غير بارز ، ومن كون أبي بكر وعمر معه صلى الله عليه وسلم ، وفيه فضيلة عظيمة لهما فيما لا يشاركهما فيها أحد ; وذلك أنهما كانا وزيريه في حال حياته وصارا ضجيعيه بعد مماته ، وهذه فضيلة عظيمة خصهما الله تعالى بها وكرامة حياهما بها لم تحصل لأحد ، ألا ترى وصية عائشة رضي الله تعالى عنها إلى ابن الزبير - رضي الله تعالى عنهما - أن لا يدفنها معهم خشية أن تزكى بذلك ! وهذا من تواضعها وإقرارها بالحق لأهله وإيثارها به على نفسها ، ورأت عمر رضي الله تعالى عنه أهلا ، وأيضا لقرب طينتهما من طينته ، ففي حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة عند قبر فقال : من هذا ؟ فقيل : فلان الحبشي . فقال صلى الله عليه وسلم : لا إله إلا الله ، سيق من أرضه وسمائه إلى تربته التي منها خلق . قال الحاكم : صحيح الإسناد .

وإنما استأذنها عمر في ذلك ورغب إليها فيه ; لأن الموضع كان بيتها ولها فيه حق ، ولها أن تؤثر به نفسها لذلك ، فآثرت به عمر رضي الله تعالى عنه ، وقد كانت عائشة رضي الله تعالى عنها رأت رؤيا دلتها على ما فعلت حين رأت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتها ، فقصتها على والدها لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفن في بيتها ، فقال لها أبو بكر : هذا أول أقمارك ، وهو خيرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية